لا شك أن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أهم متغير طرأ على حياتنا الحزبية والسياسية خلال عقود طويلة مضت، ويمثل رؤية إيجابية حركت المياه الراكدة فى حياتنا الحزبية والسياسية ويعطى الأمل فى المستقبل.
تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين التى أعتبرها تمثل رؤية استراتيجية تخطط لجيل جديد من السياسيين الفاهمين لفكرة الدولة والواعين لكل قضاياها والمتنبهين لحجم المخاطر والتحديات التى تواجهها والعاملين على حماية أمنها القومى وسيادتها الوطنية.
على مدى أكثر من ٤٠ عاما فى والحزبى والنيابى لم أفرح بتجربة قدر فرحى بتلك التجربة الواعدة التى تؤكد لى أننا فى الدولة نعمل بوعى لبناء سياسى حقيقى ونخطط للمستقبل مما يعطينى الأمل فى حياة حزبية وسياسية، وبالتالى نيابية سليمة وصحيحة تدفع مصر إلى الأمام، فنحن أمام عملية إصلاح سياسى وتنمية ديمقراطية غير مسبوقة.
وعندما أقول إنها غير مسبوقة، فإننى أؤكد أنها سابقة لم تحدث منذ عودة التجربة الحزبية لمصر، وهى أيضاً شكل جديد ومنفتح فى العلاقات البينية بين التيارات السياسية المختلفة.
أن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تحمى مصر فى المستقبل من مخاطر كبيرة، أهمها ألا يهبط على حياتنا الحزبية والسياسية ببارشوت من يحاولون التأثير على الساحة الحزبية والسياسية عبر اجندات ضارة بالدولة وامنها القومى.
وكذلك تقى من تفكك المشروع الوطنى نتيجه الصراعات الفكرية والمصالح الحزبية الضيقة، ولقد عانينا كثيراً لعقود طويلة من النزاعات الفكرية التى خصمت من طاقة الوطن ومن أهدافه ومصالحه العليا.
كما أنها بناء لحالة الديمقراطية الفاعلة، القائمة على الحوار والتواصل بين كل القوى السياسية، وألمس من خلال ذلك أن الجيل الجديد من الشباب السياسى المنتمى للتنسيقية أو من خارجها يعون حجم الفرصة التاريخية وسيكونون الاقدر على استغلالها وتعظيم الفرصة منها.
تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تخلق جيلا من السياسيين واعيا وبينهم رابط من القيم والمبادئ التى تجعلهم متفقين دائما على ما يحمى الدولة المصرية وفى نفس الوقت يعصمهم دائما من المهاترات وممارسات المراهقة التى ابتلينا بها على مدى السنوات الأربعين الماضية.
تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تمثل القلب الواقى الذى يتدفق منه الدماء الجديدة التى تستطيع كسب رهان القرن الحادى والعشرين.
وأقول بصدق إن استمرارية هذه التجربة بات ضرورة من ضرورات المستقبل السياسى فى مصر، وهى إصلاح لأخطاء التأسيس الحزبى التى بدأت فى أواخر السبعينيات من القرن الماضى.
وأقول لشباب السياسيين المنتمين للتنسيقية ومن خارجها، أمامكم تجربة حقيقية وفاعلة، وفرصتكم أكبر من فرصة الأجيال السابقة، خاصة فى ظل اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى ومؤسسات الدولة بالحوار المستمر مع جيلكم عبر مؤتمرات الشباب وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين والأكاديمية الوطنية للشباب وقبلها برنامج التأهيل والتدريب الرئاسى plp.
أمامكم فرصة عليكم أن تثبتوا أنكم على قدرها كل يوم.. فقد خضتم تحدى التأسيس والاستمرار لعام، وما زال أمامكم الكثير من التحديات أهمها الحرص على تماسككم واستمرار عملكم الذى أعاد السياسة والسياسيين إلى الواجهة مرة أخرى.