لا تزرعوا أشجار الفيكس

من منا لا يعرف شجرة الفيكس الشهيرة، الموجودة فى كل مدن ومراكز وقرى مصر، بمختلف أنواعها وأشكالها، حتى تحولت إلى وحش مدمر للتربة ومصدر للتلوث والأوبئة، بل أكثر من ذلك أنها تؤثر على كفاءة شبكات الصرف الصحى والبنية التحتية للمنازل، فى الريف والحضر على حد سواء، وتحمل الأتربة وتستهلك المياه بمعدلات مرتفعة جدا، لا تتناسب مع ما تنتهجه الدولة فى سياسة الترشيد والحفاظ على المياه. وعلى الرغم من أن أشجار الفيكس فى شوارعنا لا تنبت كلأ ولا عشبا، ولا ثمر فيها ولا ظل، إلا أنها مازالت هى الأكثر إقبالا من المواطنين ومعدلات زراعتها فى السنوات الماضية لم تتأثر رغم كل المساوئ التى تتصف بها، فعلى مدار أكثر من 35 عاما - عمر دخول هذه الأشجار إلى مصر- لم نجد من يرشدنا إلى خطورتها وتأثيرها على البيئة، وجدوى زراعتها، فلا تعطى للفلاح ظلا ولا تأكل أوراقها أو فرعها الماشية والحيوانات، كما أن أخشابها غير مطلوبة. بالفعل شجرة الفيكس تستطيع أن تقاوم الظروف البيئية، ولا تتأثر بارتفاع درجات الحرارة أو برودة الجو فى فصل الشتاء، وكذلك لا تفقد أوراقها أو لونها الأخصر طوال العام، وتعمل كمصدات قوية للرياح ومواجهة الأتربة خاصة على الطرق أو المناطق ذات الظهير الصحراوى، إلا أنها لا تقدم شيئا، وعلينا أن نتوقف عن زراعتها أولا، ثم نبدأ مشروعا قوميا لزراعة الأشجار المثمرة، فلو أن كل أشجار الفيكس الموجودة فى مصر، استبدلناها بأشجار التوت التى نسيتها الأجيال الحالية حتى صاروا لا يعرفون أشكالها، أو المانجو أو الجوافة، التى لا تحتاج إلى تعب أو جهد فى الزراعة أو الرعاية، أو الزيتون أو النخيل الذى توقفنا عن زراعته بعدما نسيت عشرات القرى المصرية زراعته، أو الرمان أو الليمون، الذى ينتج طوال العام، وصار حديثا للعامة والمتخصصين خلال الأيام الماضية نظرا لارتفاع أسعاره، لكانت النتيجة مختلفة، سنحقق اكتفاء ذاتيا من هذه الأنواع، يخفف الاحتكارات ويزيد من المعروض ويقلل الأسعار. وفقا لتصريحات سابقة لنقيب الزراعيين، أكد أن هناك نحو 15 مليون شجرة زينة مزروعة فى الأندية ومراكز الشباب والجامعات والمدارس، تستهلك نحو 1.3 مليار متر مكعب من المياه سنويا.. والسؤال هنا لماذا تضيع كل هذه الكميات من المياه على هذه الأشجار التى لا فائدة منها ؟! ، ولماذا تصدر الحكومة قرارا واضحا بمنع استيراد شتلات نباتات الزينة، خاصة الأنواع التى تستهلك المياه وتدمر التربة. نحتاج إلى توجيه حكومى إلى كل مراكز الشباب والجامعات ومجالس القرى والمدن، والمدارس بضرورة استبدال كل أشجار ونباتات الزينة بأشجار مثمرة، تنفع الناس وتقدم الظل والثمر، وتوفر المياه، وتحافظ على البيئة وتخلق مشهدا جماليا نفتقده فى شوارعنا، نحتاج إلى توجيه رؤساء المدن الجديدة، والمحليات وهيئات النظافة والتجميل بأن يتوقفوا عن التعامل مع أشجار الفيكس ويبدأوا عهدا جديدا بدلا من آلاف العمال الذين تم تعيينهم على مدار سنوات وسنوات فقط من أجل قص وتزيين أشجار الفيكس.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;