للبشر مفاتيح.. مفتاح القلب ومفتاح العقل ومفتاح الروح و مفتاح الجسد.
وكل مفتاح منهم له بصمة جينية صنعت لكل فرد منا على حدى.. وحين تجتمع هذه المفاتيح الخاصة الأربعة.. يتكون هذا الكائن الفردي الذي لا يشبه أحداً.. تكون أنت بفرديتك، وخصوصيتك، واختلافك وندرتك... فكل إنسان على وجه البسيطة رغم التشابهات نادر بحد ذاته.
ما يحرك قلبك من الممكن أن لا يحرك آخرين.. ما يشعل قلبك من الممكن أن ترفضه قلوب أخرى.. ما يطمئن قلبك من الممكن أن يخيف قلوب أخرى.. هناك أناس سيكون رزقهم مفاتيح قلبك.. لديهم القدرة على زرع بذور فرحته دون أن يشعروا أو حتى يخططوا لذلك.. وهناك أناس لو قاموا بعمل -اللي- لن يدخلوا قلبك.. لا بإصرار منك، ولكن مفتاح القلب ليس بمعهم.
مفتاح الجسد.. تحكمه الكيميا والهرمونات والروائح ( مثلنا مثل كل الثدييات).. فهو مفتاح لا يخضع لاي عقل.. فما يريده جسدك يخالف المفاهيم و التقاليد والأعراف.. مفتاح الجسد نولد به، حتى لو حاولنا تغييره.. هو يتوارى داخلنا.. تفضحنا عيوننا دون أن نشعر.. مثلاً: عرف جمال القرن العشرين النحافة.. ولكن هناك رجال لا يفهمون لم يحبون المرأة المليئة.. رغم ان عقلهم يستوعب النحافة و يتقبلها.. لون الشعر الاشقر و العيون الزرقاء.. من علامات جمال هذا الزمن.. و تجد رجلاً و رجالاً لا يسحرون إلا بالشعر الأسود والعيون السوداء..
كيمياء الجسد لا نستطيع التحكم بها.. ومفاتيحه كاملة مكمله بيد أطراف أخرى.. جل ما نستطيعه أن ندعو أن يتوافق هذا المفتاح مع المفاتيح الأخرى وإلا هو الجحيم بعينه.
مفتاح العقل.. من أكثر المفاتيح استقراراً وصدقاً.. فما يراه العقل ويحبه.. يتصف بطول الأمد أكثر من المفاتيح الأخرى.. فمفتاح القلب كتب عليه التقلب.. خلق ليتغير.. ومفتاح الجسد حين لا يتوافق يجلب الألم لصاحبه.. أما مفتاح العقل.. فيجلب الراحة والأمان والمتعة.. نعم المتعة.. متعة الإبحار فى التفكير مع شريك عقلٍ يجوب عالمنا معنا.. نتناقش نختلف نتفق نزيد بعضنا الآخر علماً.. نزيد بعضنا الآخر سعةً.
وصولاً لأجمل المفاتيح على الاطلاق.. مفتاح الروح.. من يملك مفتاح روحك قد ملكك كلك بمفاتيحك الأخرى.. من لمس روحك اغلق على نفسه أبواب المفاتيح الأخرى.. من الممكن ان لا يكون معه مفتاح الجسد او حتى القلب والعقل..... فمفتاح الروح فيه من روح الله.. يأخذك لعالم صوفي.. لعالم إلهي.. تصبح معه الدنيا خيالٌ على ارض الواقع.
ان تتوافق هذه المفاتيح حالة نادرة، لذا توصلنا كبشر لأنصاف حلول.. ولمرونة وترتيب اولويات المفاتيح داخل كل منا.. فمنا من يهمه مفتاح القلب اولاً و منا من يهمه مفتاح الجسد اولاً و منا من يتيه بمفتاح العقل أولاً.. و منا من يؤخذ بمفتاح الروح و لا يهمه الدنيا.
و لكن الخوف كل الخوف لمن يحملون مفاتيحنا و يستغلوها ضدنا...... الخوف كل الخوف لمن يعرف كيفية ميكانيزم عقولنا او قلوبنا او اجسادنا او ارواحنا فنقع تحت طائلة الاستغلال و الاساءة و التحايل و التدمير.. فهنا نقع حتى نصل للقاع و خروجنا عادة يكون بعد تضحيات كثيرة و مؤلمة و علاجنا منها سيأخذ الكثير الكثير الكثير ....
فهناك الصديق الذي عرف ان مفتاح قلبك الجدعنة.. فبدأ باستغلالك حتى اصبحت مستهلكاً ولم تعد تشعر بقيمة ذاتك او هذه الصداقة حتى.
وهناك الاخ الذي معاه مفاتيح عقلك وكيف تفكر و كيف تتدبر امورك و يبدأ استغلالها لصالحه على حساب حياتك و مصلحتك.
وهناك الشخص الذي يملك مفاتيح الجسد وهنا يبدأ الابتزاز و الاستغلال و الضياع... و كم من قصة دمار رواها التاريخ تحت مفتاح الجسد
وهناك الزوج التي يملك مفتاحين أو 3 و يبدأ باستغلالهم لمصالحه الخاصة بغض النظر عن صالح الأسرة أو ضد صالح الزوجة.
وهناك الزوجة التي تستغل مفتاح القلب لاستغلال الزوج واستباحة تعبه و راحته.
أما الجانب الاخر فهم الاناس الذين يملكون مفاتيحنا و ينيرون الطريق أمامنا لنستمتع بها ونعيشها ونحبها ونحب ذاتنا و مفاتيحنا.
هناك الاناس الذين يعرفون اننا جدعان فيقدرونها و لا يستغلوها بل يزيدونا جدعنة و طيبة.
وهناك من يرون قلوبنا وكم الحب والعطاء ويزيدون على هذا الحب حباً وعلى هذا العطاء عطاءً
وهناك من يحترمون عقولنا ويقدرونها ويزيدونها.
وهناك من يلاقوا ارواحنا و يحتضنوها و يلملموها و يرتقوا بها و كلهم فرح بارتقائنا.. و كلهم نشوة بإطلاق سراح روعتنا.. يرسمون جمالنا ويتجملون به.. يرقصون لأفراحنا ويتغنون بها.. انهم الرائعون دوماً وأبداً.
عزيزي:
يا ترى من هم حملة مفاتيحك؟ او يستحقون شرف حملها.. و لو استحقوا.. ماذا انت فاعلٌ بمفاتيحهم التي معك؟
أأنت من المستغلين أو من الرائعين؟