عندما يهبك الله رصيدًا كبيرًا ومهمًا من «الستر» لا تبالغ فى إنفاقه بتبذير، حتى لا تصبح فقيرًا، عاريًا، تنهشك العيون و«تلوكك» الألسنة، وتقضى على مستقبلك.
وعلاء مبارك، وهبه الله رصيدًا محترمًا من «الستر» أنقذه من تسونامى 25 يناير 2011، ثم جاءت ثورة 30 يونيو 2013 لتخلصه من مصير مجهول، وضعته جماعة الإخوان الإرهابية، بحرفية وكراهية مفرطة، ربما كانت ستدفع به إلى حبل المشنقة، أو السجن مدى الحياة، والتنكيل به وبكل أسرته المحترمة..!!
وبدلًا من أن يعقد علاء مبارك، جلسات مصارحة واعتراف، تهدف إلى التوصل لمراجعات فكرية، ضرورية، حيال العديد من القضايا، والعلاج من أمراض «شبق» الشهرة ومطاردة الأضواء، واستثمار رصيد الستر فى مشروعات داعمة لاستقراره وأمنه، وجدناه يدشن حسابات على مواقع التواصل الاجتماعى، ويبدى آراءً حيال قضايا، يستثمرها من كان يعد له العدة للانتقام منه، والتنكيل به وبأسرته، سواء جماعة الإخوان الإرهابية، أو المتعاطفين معها.
وفوجئ الجميع بالأستاذ علاء مبارك، خلال الأيام القليلة الماضية، يكتب تويتة على حسابه الخاص نصها: «لا شك أننا جميعاً كمصريين نحب بلدنا ولا نقبل أى كلام يسيء لمصر، ولكن ما صدر من وزيرة الهجرة المصرية فى كندا بأن أى حد يقول كلمة على بلدنا بره يحصله إيه! يتقطع! هو كلام غير مسئول، ما كان يجب أن يقال حتى لو كان عفوى وغير مقصود لأنه بيتم استغلاله من المتربصين للإساءة بمصر».
وأطرح على الأستاذ علاء مبارك سؤالا من رحم آخر جملة فى تغريدته، وهو: هل ما دونته أنت لم تعطِ الفرصة الكاملة للمتربصين، خاصة جماعة الإخوان الإرهابية التى نكلت بك وبأسرتك أيما تنكيل، وذلك من خلال توظيف واستثمار ما دونته ضد مصر..؟!
وطالما حضرتك ترفض سقطات وزلات ألسنة المسؤولين أيا كان موقعه، فأين نصائحك واعتراضك على زلات وسقطات وزراء ما قبل 25 يناير 2011.. ولماذا تناسيت تصريح الدكتور أحمد نظيف رئيس وزراء مصر الأسبق عندما قال نصا: «الشعب المصرى غير مؤهل فعلياً للديمقراطية» وهو التصريح الذى لاقى اعتراضا وغضبا وسخطا كبيرا من معظم المصريين..؟! الإجابة موجعة ومؤلمة ولا تحتاج لشرح وتوضيح، فتوضيح الواضح، عبث..!!
وأين كنت يا أستاذ علاء، من واقعة الراحل زكى بدر وزير الداخلية الأسبق وتحديدا فى عام 1989 تحت قبة البرلمان والتى خاض فيها الوزير معركة بالأيدى والأحذية، مع النائب الوفدى طلعت رسلان..؟! ولم تكن هذه الواقعة هى الأولى لوزير فى نظام ما قبل 25 يناير 2011 وإنما هناك واقعة تجاوزه الخطوط الحمراء فى لقائه بضباط المعهد الدبلوماسى فى المؤتمر الشهير بمدينة بنها، حيث تطاول بالسب والقذف وبألفاظ تخدش الحياء ضد عدد من رموز الدولة، وخص بالسباب كلاً من عاطف صدقي رئيس الوزراء، ويوسف والى أمين عام الحزب الوطنى، وصفوت الشريف وزير الإعلام، وحسب الله الكفراوى..!!
هناك العشرات من زلات ألسنة وزراء ومسؤولين بنظام ما قبل يناير 2011 ولم نسمع صوت علاء مبارك، بل صمت ولم ينبس ولو بشطر كلمة اعتراض واحدة فى عهد جماعة الإخوان الإرهابية..!!
علاء مبارك، بدأ ينفق بسخاء من رصيد الستر، ولديه إصرار عجيب على خوض معارك خلافية، وكأنه لم يكفِه أنه كان أحد الأسباب الرئيسية الذى اندلعت من أجله «نكبة يناير» التى دفعت البلاد إلى حافة السقوط والانقراض من فوق الخريطة الجغرافية..؟!
ولك الله يا مصر.. ثم شعب صبور وواع وجيش قوى..!!