لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الكبير والنشاط الدائم للوزيرة المخلصة نبيلة مكرم، التى نجحت على مدار ما يقرب من 4 سنوات تحقيق عشرات الإنجازات فى ملف المصريين فى الخارج، وكانت سندا قويا وداعما كبيرا لأبناء الوطن فى الخارج، وقد تعددت رحلاتها فى مختلف بلاد العالم من أجل ربط العقول المصرية المهاجرة بوطنهم الأم والاستعانة بخبراتهم فى الواقع المصرى.
نبيلة مكرم واحدة من أبناء مدرس الدبلوماسية المصرية، ولها خبرة كبيرة فى العمل الدبلوماسى على مدار أكثر من 25 عاما، نجحت خلالها فى تقديم صورة مشرفة للمرأة المصرية، وكانت مثالا واضحا للرقى والتميز، ومع كل ما لديها من خبرات فى البروتوكولات والمراسم، إلا أنها دائما بسيطة وبنت بلد وقريبة من الناس، وقديرة بامتياز فى البروتوكول الإنسانى والتواصل مع الناس، خاصة إن كانت قضايا تتعلق بكرامة المواطن المصرى، التى تتحرك نحوها سريعا لتكون فى طليعة المدافعين عنها.
الوزيرة نبيلة مكرم نجحت بامتياز فى إدارة الوزارة الوليدة " الهجرة وشئون المصريين فى الخارج"، التى كان تأسيسها فى سبتمبر 2015 إنجاز كبير ودعم هائل من القيادة السياسية لهذه الشريحة الهامة من أبناء الوطن، وقد استطاعت خلال تلك الفترة ربط المصريين في الخارج بوطنهم الأم مصر وتكوين رأي عام وطني يساند القضايا القومية، وقد نجحت بالفعل فى وضع سياسة شاملة لهجرة المصريين للخارج في ضوء أهداف التنمية المستدامة التى تنشدها الدولة.
فى السنوات الماضية كانت هناك مشكلة كبيرة فى مصر تؤرقنا جميعا، وهى "الهجرة غير الشرعية" التى كانت تستهدف الأطفال والشباب عبر مراكب الموت إلى دول جنوب أوروبا، ومن خلال الجهود التى بذلتها هذه الوزيرة مع وزارتها الوليدة، والأجهزة المعنية فى الدولة، لم نعد نسمع بعد الآن عن هذه المشكلة، فى ظل الحرص على توفير فرص عمل فى القرى والمناطق المصدرة لهذه الظاهرة، بالإضافة إلى إطلاق حملة قومية كبرى للتوعية ضد مخاطر الهجرة غير الشرعية، تحت شعار "قبل ما تهاجر.. فكر وشاور"، بما يؤكد أن هذا الملف شهد طفرة غير مسبوقة.
وزيرة الهجرة قدمت نموذجا فاخرا فى ربط علماء مصر بالخارج مع مؤسسات الدولة للاستفادة من خبراتهم العلمية، وإلقاء الضوء على تجاربهم وما نجحوا فى تحقيقه داخل المجتمعات الغربية على مدار سنوات طويلة، من خلال مؤتمر " مصر تستطيع" الذى كانت نسخته الرابعة فى شهر ديسمبر 2018، واستضاف عشرات النماذج المضيئة التى تمثل مصر من مختلف دول العالم، وقد أثمر هذا المؤتمر عن تأسيس كيان وطنى جديد يحمل نفس اسم المؤتمر، حتى يكون هناك جهد علمى منظم يمكن من خلاله عمل قواعد بيانات حقيقية للعلماء المصريين فى الخارج والنماذج الملهمة، التى استطاعت أن تخلق تجارب ناجحة وتؤثر فى مجتمعها.
صفحات النجاح فى كتاب وزيرة الهجرة مملوءة ومبهرة، فلا يمكن أن ننسى مبادرة إحياء الجذور للجاليات المصرية التى كانت تعيش فى مصر، لدعم السياحة، ومبادرة شهادة بلادى الدولارية، من أجل دعم احتياطى العملة الصعبة، التى انعكست أيضا على تحويلات المصريين فى الخارج خلال الفترة الأخيرة وحققت أرقاما غير مسبوقة لم نكن نسمع عنها من قبل، بالإضافة إلى مبادرات التبرع للمستشفيات العامة والجامعية، وكذلك إقامة مكتب للمصريين فى الخارج بمركز خدمة المستثمرين بالتعاون مع وزارة الاستثمار، ومجمع خدمات المصريين العاملين بالخارج، فضلًا عن تفعيل منظومة "الشباك الواحد" لإنهاء الإجراءات الخاصة بالتجنيد والإسكان ومصلحة الجوازات وهيئة التنمية الصناعية.
جهود الوزيرة نبيلة مكرم وحرصها على العمل الجاد والسعى المستمر مع فريقها المميز فى الوزارة نموذج يستحق الإشادة والتقدير، كل التحية لهذه النخبة الرائعة والنماج التى لا تعرف سوى السعى من أجل النجاح.