خلال الجلسات التى دارت على مدار يومين فى مؤتمر الشباب السابع بالعاصمة الإدارية وفى جلسات محاكاة الدولة المصرية، رأيت شبابا يمثل وزراء التضامن والصحة والتموين والتخطيط، يناقش ويطرح أفكاره ويقدم اقتراحاته وحلوله بصورة مبهرة، وقدرة فائقة على الفهم والوعى الكامل لملفات الوزارة الى يمثلها فى نموذج المحاكاة والثقة فى الطرح والقراءة المستفيضة لواقع الأزمات والمشاكل فى كل وزارة.
وهذه ليست المرة الأولى فقد سبق ورأينا شبابا أخرى فى المؤتمرات السابقة يقدمون نفس النموذج للمحاكاة للحكومة المصرية فى قضايا آخرى، هؤلاء الشباب هم نتاج التدريب والتأهيل المستمر منذ تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم، واهتمامه الكبير بالشباب، وإيمانه الشديد بقدرة شباب مصر على قيادة المستقبل، وتمخض ذلك عن تأسيس الأكاديمية الوطنية للشباب للتأهيل والتدريب.
هذا النموذج فى المحاكاة يمكن اعتباره صورة من صور "حكومة الظل" للشباب فى مصر يفتح نوافذ الأمل فى إيجاد جيل جديد من الشباب المؤهل والمدرب على أسلوب القيادة وتولى المسئولية بجدارة لأى منصب، وهو ما طالبنا ونطالب به، بمنح الشباب الفرصة من خلال إطار تنظيمى مؤسسى يحتوى طاقات الشباب وقدرتهم على الإبداع وتأهيلهم وتدريبهم على نمط القيادة وتحمل المسئولية، وهو ما حدث بالفعل خلال السنوات الثلاثة الماضية، وتوج بتأسيس الهيئة الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب.
وأظن أن الحياة السياسية فى مصر كسبت جيلا جديدا من الشباب المؤهل القادر على الممارسة الديمقراطية السليمة، والحوار الجاد البناء، بشأن كافة القضايا والمشكلات والتحديات التى تواجه مصر فى الداخل والخارج، فنحن نعيش فى وطن نسبة الشباب مادون الأربعين عاما تقدر بحوالى 65%، بما يعنى أن مصر دولة شابة ولن تنهض إلا بسواعد الشباب.
تابعت بحماس بالغ هؤلاء الشباب اليوم وأمس، ولدقائق تداخل فى ذهنى الوزير الفعلى ووزير المحاكاة بسبب نجاح هؤلاء الشباب من الجنسين فى الإلمام بالملفات الوزارية وطرحها بكل ثقة واقتدار وبلغة واضحة واثقة.
وزراء المستقبل أو "حكومة الظل" من الشباب تبشر بوجود جيل جديد شاب من الوزراء الحقيقيين فى الحكومة المصرية فى المستقبل القريب بشرط الاستفادة من تجربة "المحاكاة" واحتضان هؤلاء الشباب فيما يشبه "الحضانة السياسية" التى تفرز جيلا قادرا على إدارة الدولة بعقلية جديدة متطورة ومؤهلة ومدربة.