الرسالة وصلت.. والرئيس يتفاعل معها ويستجيب لها.. الرسالة كانت إعلان الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء نتائج بحث الدخل والانفاق والدعم الغذائى ومؤشرات الفقر وخريطة الفقر لعام2017/2018 يوم الاثنين الماضى.. وبعدها بأقل من 48 ساعة كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يعلن توصيات المؤتمر الوطنى السابع للشباب بالعاصمة الإدارية مساء الأربعاء، وعقب تدشين المؤتمر الأول للمبادرة الرئاسية" حياة كريمة".
أعلن الرئيس واحدة من أهم قرارات وتوصيات المؤتمر وهى "إطلاق المشروع القومي لتنمية القرى الأكثر احتياجا وتحقيق التكامل بينه وبين الاستراتيجية الوطنية للقضاء على الفقر، ومن خلال النموذج المقدم من الشباب والقائم على تحقيق التكامل بين الحكومة والمجتمع المدني في تحقيق أهداف التنمية المستدامة".
الإعلان كان بمثابة الانحياز الصريح والواضح من الرئيس للفقراء والأكثر احتياجا فى المجتمع المصرى، لاستمرار تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية منذ إطلاق المشروع القومى للقضاء على العشوائيات وتطوير المناطق الغير آمنة وإطلاق مبادرة تكافل وكرامة وزيادة الحد الأدنى للمرتبات والمعاشات واعادة هيكلة منظومة الدعم ليذهب لمستحقيه.
الاستجابة جاءت سريعة على عكس ما كان يحدث فى الماضى فالدولة الجديدة لديها الإرادة والإصرار على توفير الحياة الكريمة لملايين الشعب المصرى فى القرى الأكثر فقرا واحتياجا والمبادرة والتوصية جاءتا فى موعدهما فى إطار الرؤية الاستراتيجية للدولة لتجفيف منابع التطرف والإرهاب والجريمة وعدم توفير البيئة الخصبة لها وخاصة فى قرى الصعيد، حتى لا يمثل خطر على السلام الاجتماعى والاستقرار السياسى.
فالقضاء على الفقر هو الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة واستراتيجية مصر 2030 والتى وافق عليها المجتمع الدولى . والفقر بكافة أشكاله يمثل عقبة فى طريق التنمية بلا شك وهو ما تدركه القيادة السياسية والحكومة.
نتائج بحث جهاز التعبئة والاحصاء يشير الى نسبة الفقر عام 2017/ 2018هي الأعلى مقارنة بالسنوات السابقة حيث تصل الى 32.5% وتتركز كالعادة فى الريف المصرى..
وليس عيبا أن يكون لدينا فقراء مثل دول كثيرة متقدمة مثل الهند والبرازيل، ولكن العيب أن يظل الوضع على ما هو عليه.
وخلال العامين الأخيرين كان لدى الرئيس إصرار على وجود قاعدة بيانات حقيقية تساعد متخذ القرار على اصدار القرارات المناسبة، وخلال تلك الفترة صدر أول وأشمل إحصاء لعدد السكان والمنشآت التجارية، وأعقبها نتائج الدخل والإنفاق ومؤشرات الفقر وخريطة الفقر بشكل دقيق ومحدد، بحيث تكون الأرقام والخرائط والنتائج دقيقة ومحددة تستطيع الدولة والمبادرات الرئاسية ومبادرات المجتمع الأهلى العمل من خلالها.
وأظن أن الخريطة واضحة الآن ومبادرة "حياه كريمة" تعمل وفق خطة واضحة فى القرى الأكثر احتياجا من حيث الخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية مثل الطرق ومياه الشرب والشرب الصحى والاتصالات وهى المعايير التى تم على أساسها مؤشر الفقر.
المبادرة تستحق الدعم واليد، الواحدة لن تصفق وحدها، والمسألة تحتاج إلى تضافر الجهود الحكومية مع مؤسسات المجتمع الأهلى والقطاع الخاص ورجال الأعمال. فإذا كان لدينا فى مصر 4655 قرية، تمثل ريف مصر القديم، فلن تتجاوز القرى الأكثر احتياجا والتى تعاني من الفقر على أكثر تقدير 500 قرية، ووفقا للملامح الأساسية لمبادرة "حياة كريمة" فهناك أولوية للمناطق التى تبلغ نسبة الفقر فيها 70% فأكثر، وسوف يبدأ العمل فى 87 قرية من إجمالى 277 قرية الأكثر احتياجا، على أن يتم الانتهاء منها خلال عام.
المبادرة وفقا لما أعلنه الرئيس فى توصية مؤتمر الشباب لن تتوقف حتى يتم القضاء على مظاهر الفقر فى كل أنحاء قرى مصر، وهو مشروع قومى ضخم على الجميع العمل من أجل تحقيقه فى طريق الإنجازات الكبرى فى مصر الجديدة.