إيه اللى ممكن يكون وفد الفيفا جاى عشانه مصر؟.. سؤال وجهه لى أحد الأصدقاء فى جلسة ناقشنا خلالها الأوضاع الحالية التى تمر بها الكرة المصرية.
من الممكن أن نترجم هذا السؤال اللولبى إلى محاورعدة، قد يبحثها وفد الاتحاد الدولى "فيفا" الذى سيزور مصر خلال الأيام المقبلة، مع المسئولين فى الجبلاية، وفقا لرؤية وقراءة الأحداث عن قرب، وهى محاور متعددة ومختلفة الاتجاهات وتحتاج إلى إعادة نظر شاملة وواعية لتجنب أى أزمات قد تنتج عنها، نسردها فى السطور التالية.
* الاطلاع على ملف التعاملات المالية لاتحاد الكرة السابق، وكم الدخل والمصروفات خلال ولايتهم للجبلاية، ويكون ذلك فى وجود الجهات الرقابية للدولة، كنوع من الحساب المنطقى والمطلوب فى ظل الاتهامات التى لم يثبت لها حقيقة حتى الآن، وذلك هدفه أمران، الأول تبرئة سمعة المجلس السابق إذا لم يكن هناك أى مخالفات، والثانى وجوب محاسبة أى مسئول تسبب فى إهدار مال الدولة إذا حدثت تجاوزات، خصوصا أن فيفا أدخل ضوابطا على عملية تعزيز الرقابة لضمان الشفافية فى عملية زيادة الإنفاق المخصص لتطوير كرة القدم حول العالم.
* الوقوف على مكاسب مصر من تنظيم أمم أفريقيا وإمكانية تقديم المساعدة المالية حال إذا ما كانت الانفاقات أعلى من الإيردات تدعيما لموقف مصر فى القدرة على استضافة البطولة قبل خمسة أشهر من موعدها، ويكون ذلك طبقا للوائح المنظمة للفيفا التى تنص على منح كل اتحاد أهلى على 5 ملايين دولار خلال كل دورة لأى مجلس فيفا، ولا يوجد مانع من مطالبتنا بالزيادة بداعى استغلالها فى تطوير الكرة المصرية، ومن الممكن أن يقتنع وفد الاتحاد الدولى بمسبباتنا مع منطقيتها وتعدد أسبابها.
* التعرف على هوية أعضاء الجمعية العمومية ومدى فعاليتهم ومشاركتهم فى تطوير اللعبة وفقا للقرارات المنبثقة من الاتحاد، وهل غياب دور الكثير من بينهم يعود إلى سياسة الجبلاية التى تتجاهل مطالبهم وترفض مجرد الاستماع إلى آرائهم حول نشاطات اللعبة، أم إلى ارتكان هذة الأندية واكتفائها بتلقى إعانات من الجبلاية دون البحث عن وسائل أخرى لتدعيم وتنويع مصادر دخلها بما يساعدها على تسيير أمورها ويمكنها من المنافسة فى المسابقات التى تنشط بها.
* الاطلاع على نظام المسابقات المختلفة التى تديرها الجبلاية، وضرورة تطبيق اللوائح وانهاء الموسم وفقا لما تم تحديده من نظام قبل انطلاقه عملا بمبدأ المساواة بين جميع الأندية، منعا لأى أزمات أو شكاوى تصدر من الأندية، بمحاباة ناد على حساب آخر، مثلما حدث هذا الموسم واضطر الأهلى إزائه بالتقدم بشكوى ضد الجبلاية فى مركز التسوية والتحكيم باللجنة الأولمبية، وهى التى لم يصدر بشأنها أى قرار حتى الأن بعد مرور ثلاثة شهور على تقديمها.
* دورى المحترفين والذى ندور حول الحديث عنه فى دائرة مغلقة منذ عام 2008، فعلا منذ 11 عاما كاملا، ونحن فى مصر لم نستطع تطبيق التجربة فى مصر والتى تتوافق مع المعايير الاحترافية الرسمية التى وضعها فيفا لتراخيص الأندية التى اقتصرت على عدد من الأندية الكبيرة دون غيرها باعتبارها تشارك قاريا وبدونها لن يتمكن من اللعب فى بطولات أفريقيا، وحتى هذه الأندية الكبيرة تراخيصها ليست متطابقة بالشكل الأمثل مع المفروض أن تكون عليه.
الغريب أن جميع الأندية المصرية بخلاف الأهلى تخالف أول شرط للحصول على رخصة النادى المحترف، والمتمثل فى الملاءة المالية للنادى بعد فصل نشاط كرة القدم ليصبح شركة مستقلا بشركة خاصة، والغريب أكثر أننا سمعنا عن نوايا الأندية فى تكوين شركة خاصة لكرة القدم منذ سنوات عديدة دون أن نتقدم خطوة فى هذا الملف، الذى يمس أكثر أندية الشركات وضرورة الفصل بين إدارة الشركة وإدارة النادى وكذلك الميزانية الخاصة بكل طرف وعدم التداخل بينهما لاختلاف الأنشطة، إذ لا يجوز محاسبة ناد لكرة القدم على ميزانيته فى مجال عمله الخاص.
وهنا يحضرنى موقف نادى مصر المقاصة الذى حصل على الرخصة للمشاركة فى دورى أبطال أفريقيا نسخة 2027 ـ 2018 شكلا فقط لتمرير مشاركته فى البطولة لحين توفيق أوضاعه، كونه لم يحدد نشاط كرة القدم منفصلا عن نشاط الشركة التى تعمل فى مجال البورصة.
* معرفة أسباب عدم حضور الجماهير، وهى الأزمة التى لم نجد لها حل على مدار 8 سنوات ماضية، وبالتأكيد سيكون فيفا له موقف فى هذا الشأن، خصوصا أنه من ضمن استراتيجيته تشجيع الجماهير على حضور المباريات لتحقيق ربح مالى للأندية والعمل على رواج اللعبة بشكل أكبر، ويتواكب هذا مع ما حدث اليوم فى اجتماع الأندية واتحاد الكرة ومطالبة جميع الأندية بضرورة عودة الجماهير للمدرجات فى الموسم الجديد.