سألنى صديق عزيز، بكل طيبة ونبل أخلاقى، مفعمة بمشاعر وطنية صادقة، لماذا لم تتحدث الأبواق الإخوانية والمعادية من عينة الـ«بى بى سى» و«دويتشة فيله» و«الجزيرة» وغيرها من الأبواق، عن الإنجاز الكبير الذي شهدته منطقة العين السخنة مؤخرا بافتتاح أكبر مجمع أسمدة فى الشرق الأوسط، يضم 9 مصانع، ويوفر 1500 وظيفة؟! مستكملا: لماذا يتحدثون فقط عن سفاسف الأمور فى مصر، وتحويلها إلى جبال، بطريقة سحرية خادعة للأبصار، أو خبطة كتف أمين شرطة، دون قصد، لكتف مواطن بسيط أثناء السير فى الشارع، واعتبارها تجاوزات خطيرة للشرطة ضد الأبرياء..؟!
ابتسمت للصديق العزيز، وسألته «هل الحداية بتحدف كتاكيت..؟!» خونة الداخل والخارج، والهاربون من عنبر الخطرين بمستشفى العباسية، وعلى رأسهم محمد ناصر ومعتز مطر، بجانب المنابر المعادية الأخرى، لا يرون أى إنجاز أو نجاح تحققه مصر، وكأنهم أصيبوا بفقدان البصر، ولا تبصر عيونهم، إلا إذا وقع حمار فى ترعة، واعتباره حادثا خطيرا يستوجب من الحكومة تقديم استقالتها مصحوبة بسيل من الاعتذارات، لعدم قدرتها على منع الحمار من السقوط فى الترعة..!!
بينما الإنجازات والنجاحات التى تحققها الدولة المصرية تصيبهم بحالة هيستريا، وألم ووجع وكآبة ويأس وإحباط لا حدود له، ونحن لا يعنينا على الإطلاق أن يتحدثوا عن الإنجازات من عدمها، فشهادتهم لا تساوى قيمتها «ورق الكلينكس المستخدم فى المراحيض العامة» إيمانا منا أن الشر دائما يتقاطع مع الخير، وأن الخير دائما وأبدا، ينتصر وبالقاضية.
وخلال الساعات القليلة الماضية، أشادت مؤسسة «مورجان ستانلى» والتى تعد من أكبر المؤسسات المصرفية فى الولايات المتحدة الأمريكية بل والعالم، بتجربة الإصلاح الاقتصادى المصرى، ووصفتها بالأفضل فى الشرق الأوسط، بل على مستوى الأسواق الناشئة.
تقرير «مورجان ستانلى» ألمح بشكل واضح إلى أنه فى الوقت الذى يتراجع فيه الاقتصاد العالمى، فإن الاقتصاد المصرى يتحسن بقوة، استناداً على القفزة الهائلة للنمو واقترابه من 6%، لافتا إلى أن النمو السريع للاقتصاد المصرى يكشف قوته، متوقعا وفى ظل استمرار التعافى الاقتصادى السريع قد يتخطى معدل النمو حاجز الـ 6% فى غضون قريبا.
تقرير المؤسسة المصرفية الأهم «مورجان ستانلى» أشاد أيضا بانخفاض عجز الموازنة من 4% إلى 1% من الناتج المحلى الإجمالى، وتراجع الدين العام من 108% إلى 88%؛ وذلك نتيجة انخفاض الدعم من 11% إلى 5% من الناتج المحلى الإجمالى.
وكال التقرير المديح فى جهود الحكومة ببرنامج التحول للدفع الإلكترونى فى المعاملات المالية الرسمية، والذى يهدف إلى زيادة إيرادات الدولة والحد من الفساد، كما أشاد التقرير أيضا بمضاعفة حجم الصادرات المصرية خلال العامين الأخيرين، نتيجة تحرير سعر الصرف، وقال إنه على الرغم من تعافى الجنيه المصرى، مؤخراً، فإنه لا يزال منخفضاً.
التقرير رصد وجهات نظر عدد من رجال الأعمال وقيادات الشركات التكنولوجية ورؤساء الشركات فى مصر حول تطور الأوضاع الاقتصادية المصرية فى الوقت الراهن، مؤكدين اتخاذ الحكومة كل الخطوات الصحيحة، التي تسهم فى خلق بيئة أعمال مناسبة، وخفض العجز المتزايد، مشيدين بشجاعة القيادة السياسية والمسؤولين بالحكومة فى اتخاذ القرارات الصعبة، ومؤكدين فى الوقت نفسه أن الأوضاع الاقتصادية الحرجة قد انتهت بالفعل.
تأتى هذه الإشادات المتتالية من كل المؤسسات الاقتصادية الدولية، بجانب إشادات وسائل الإعلام العالمية المتخصصة، عكس ما يتمناه خونة الداخل والخارج، والجالسون على الأسرة يناضلون زيفا وبهتانا خلف الكيبورد عبر وسائل التواصل الاجتماعى، ويتخذون من التشكيك والتسخيف ونشر الشائعات، أسلحة فى حربهم ضد الدولة.