واقعة صاحب المطعم السورى مع السيدة السكندرانية المسنة التى تقطن نفس العقار الكائن به المطعم، فى شارع جمال عبدالناصر بمنطقة العصافرة، الفصل فيها للقانون، بعيدا عن المشاعر الشخصية، وشحن بطاريات الغضب تعاطفا مع طرف على حساب طرف، وفقا للعصبية أو العرق أو الجنسية.
وعلى المتضرر ضرورة اللجوء للقانون، بتحريك الدعاوى القضائية اللازمة، والشكاوى للجهات المسؤولة، سواء كان الحى التابع له العقار، والمحافظة أيضا، وعلى المسؤولين بالجهات المعنية بحث الشكوى والتحرك سريعا لإعادة الحقوق لأصحابها، والتعامل مع المخالفات بالإزالة أو الغلق وفقا للقانون.
السيدة لها شكاوى محددة، فهى تتضرر من الحرارة العالية المنبعثة من النار المشتعلة بالمطعم، أسفل شرفة وحدتها السكنية، بجانب إزعاج رواد المطعم لها وأسرتها، ثم تطاول صاحب المطعم السورى الجنسية وتجاوزاته، وهنا لابد من طرح السؤال، هل السيدة سلكت الطرق القانونية بتقديم بلاغ لقسم الشرطة تشكو السورى بتجاوزاته ضدها أو حركت دعاوى قضائية ضد تعرضها لمخاطر الحريق والإزعاج؟! وهل تقدمت بشكاوى للحى والمحافظة وجهاز البيئة تتضرر من المطعم..؟ وإذا تقدمت بالشكاوى ما هو رد الحى والمحافظة وهل اتخذوا الخطوات القانونية بتطبيق عوامل الأمن والأمان وعدم إزعاج السكان؟!
السيدة المصرية لا تستطيع العيش فى منزلها، جراء المخالفات الجسيمة التى يرتكبها صاحب المطعم السورى ومن بينها تجهيز وجبات الطعام فوق بوتاجازات كبيرة الحجم للغاية، تشعل نارا كثيفة، تسبب ارتفاعا كبيرا فى درجات الحرارة والسخونة أسفل بلكونة منزل السيدة المسنة، دون الالتزام بمعايير الأمن والأمان، وفى خرق واضح لقانون الحماية المدنية، والبيئية.
أنا شخصيا، لدى قناعة، أن المخالفات ليس لها جنسية بعينها، وطالما هناك بشر، مهما تعددت جنسياتهم، أو دياناتهم، فإن المشاحنات والتجاوزات والمخالفات ستحدث لا محالة، وأن القول الفصل هنا، لعصا القانون، ويقظة ضمائر مسؤولى وموظفى المحليات فى الأحياء والمحافظة والبيئة، وعدم تغاضيهم عن أى مخالفة، لما تسببه من أثار سيئة، وعواقب وخيمة..!!
لكن فى نفس الوقت، على الأشقاء السوريين وغيرهم من المقيمين فى مصر، مراعاة عادات وتقاليد المجتمع المصرى، وأن تترسخ قناعتهم بأن الانصياع واحترام القانون، فرض عين، ولا يكونون أداة هدم فى يد منظمات أو جماعات مخربة..!!
وهنا، لابد من الاعتراف بحقيقة واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء، أن المحليات فى محافظة الإسكندرية تستأثر بنصيب الأسد من المخالفات الجسيمة، فالعقارات المخالفة لا تعد ولا تحصى، بجانب التى انهارت فوق رؤوس سكانها، طوال العقود الماضية، وأن الفساد استفحل واستوطن طوال العقود الطويلة الماضية، وأصبح خطره داهما.
وفى الآونة الأخيرة ومع إطلاق يد الأجهزة الرقابية لتعقب الفساد فى كل مكان، كانت المفاجأة، تورط قيادات بارزة متلبسة بجرائم الرشوة، وما القبض على «سعاد الخولى» نائب محافظ الإسكندرية المحكوم عليها بالسجن 12 عاما حاليا، والقبض على رئيس حى وسط الإسكندرية فى إبريل الماضى، ومهندس فى حى المنتزه، فى فبراير الماضى، إلا عينة صارخة من حالة فساد مستشرى فى محليات إسكندرية..!!
أزمة السيدة المسنة مع صاحب المطعم السورى، يستوجب من الأجهزة المعنية، فتح جميع الملفات فى الأحياء والهيئات والإدارات ودواوين محافظة الإسكندرية، لتعقب المخالفات المتراكمة منذ عقود طويلة، والتعامل معها بمشرط جراح ماهر.
أكثر من 40 عاما، انتشر الفساد والمخالفات فى المحليات، كانتشار الأورام السرطانية، يستوجب التدخل الجراحى العاجل لاستئصالها، ويعلم القاصى والدانى أن الدولة فى السنوات الخمس الأخيرة، أعلنت الحرب على الفساد، وتخوض معه معركة ضروس..!!