لم تعد رحلة الحج شاقة، فقد بات الأمر سهلاً وبسيطاً، فى ظل التيسيرات المقدمة لضيوف الرحمن والنظام والمشهد الحضارى لرجال الأمن السعودى وقدرتهم على احتواء الجميع ومساعدة الحجيج، بمجرد أن تطأ أقدامهم الأراضى المقدسة.
بعثة الحج المصرية حاضرة دوماً بقوة، تزيح أى عناء عن ضيوف الرحمن، وتمهد لهم كافة الأمور، وتوفر مناخا تعبديا يستطيع من خلاله الحجاج أداء المناسك بسهولة ويسر.
بعثة حج القرعة كانت الأبرز فى تقديم التيسيرات والتسهيلات لضيوف الرحمن، منذ أن تحركوا من مطارات مصر حتى انتهوا من مناسك الحج، فقد نجحت فى تطويع التكنولوجيا لصالح الحجاج، فلأول مرة يتم التسكين الآلى فى الفنادق، حيث يحصل الحاج قبل سفره من البلاد على "باركود" ويتم وضعه فى أسورة باليد، وفِى "كارت" على الصدر، ولصقه على حقائبه، هذا "الباركود" يحتوى على كافة بيانات الحاج، وما أن تطأ قدمه الأراضى المقدسة يجد حافلة مكيفة تقله للفندق الذى سيقيم به، وبوصوله الفندق يجد ضابطا فى انتظاره يكشف على "الباركود" بجهاز، فتظهر له غرفة الحاج، فيتوجه إليها مباشرة ليجد حقيبته قد سبقته للغرفة، فى عملية لا تتجاوز الدقائق.
فوائد "الباركود" لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما عن طريقها يمكن التوصل للتائهين سريعا، ويتم عن طريقها نقل الحجاج للمشاعر المقدسة فى عرفات والمزدلفة ومنى.
الشرطة النسائية سطرت فصولا جديدة فى المشاهد الإنسانية بمساعدة كبار السن والمرضى ومرافقة السيدات، فيما تولت الواعظات شرح المناسك والإجابة على استفسارات السيدات.
قرب الفنادق التى حجزها مسئولو بعثة القرعة من الحرم المكى والمدنى، جعلت الحجاج يترددون على الحرمين دون عناء، فضلاً عن توفير عيادة طبية بكل فندق يقيم به الحجاج، لفحصهم وصرف الأدوية لهم، وتوفير وجبات ساخنة فى المشاعر المقدسة، ولأول مرة يتم تخصيص أتوبيس لذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن مجهز لنقلهم لعرفات، فى إطار توجيهات متكررة من اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بمراعاة البعد الإنساني، والتأكيد دوماً على أن رسالة الأمن لا تتحقق بمعزل عن احترام حقوق الإنسان.
هذه الأجواء العامة التى وفرتها بعثة القرعة بإشراف اللواء عمرو لطفى رئيس البعثة، جعلت ضيوف الرحمن لا يشعرون بالمشقة ويؤدون المناسك والزيارات بسهولة ويسر، فى أجواء مفعمة بالإيمان، فرحين أن من الله عليهم بأداء فريضة الحج، عائدين لوطنهم كيوم ولدتهم أمهاتهم وقد غُفرت ذنوبهم.