قبل أيام من بدء عام دراسى جديد، نتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تهتم بالمكتبات المدرسية وتجعلها عامرة بالكتب والمعرفة، ومن هنا أرشح لها مشروع "سلسلة ما" التى تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب.
كنت قديما أقرأ أن الطلاب فى أمريكا والغرب قبل دخولهم الجامعة يكونون قد قرأوا عددا من الكتب المحددة التى تأخذ من كل علم بطرف بحيث تتشكل لديهم فكرة عامة عن كل شيء، وهذا هو جوهرمشروع «ما» لأنه سوف يقدم هذه الخطوة للطلبة الذين يبدأون حياتهم.
وظهر من المشروع حتى الآن عدد من الأعمال منها «ما الشعر، وما السينما، وما الاجتماع، وما الموسيقى، وما الفلسفة، ما التاريخ، وما الفن التشكيلى» وقام بها أساتذة فى علومهم يحملون ثقلا وفهما حقيقيا فيما يكتبون عنه، وبالتالى هم لم يستخفوا بالموضوع أو يقدموه والسلام.
المشروع طموح جدًا، ويسعى للإحاطة بكل العلوم الإنسانية والتجريبية، ويريد أن ينتج عشرات العناوين التى حتما سوف تنتج جيلا من المثقفين القادرين على تحقيق أنفسهم، لأن الهدف الحقيقى للمشروع هو أن يعرف طلبة المدارس الثانوية أنفسهم قبل أن يجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام كليات تقدم علوما لا يعرفون عنها شيئا، فيحتارون حيرة كبرى لا يعرفها إلا من مر بها، فهذه المعلومات فى هذه الكتيبات الصغيرة «كتاب جيب» وأسعارها تتراوح بين ثلاثة جنيهات وخمسة جنيهات لكنها تحتوى مادة مفيدة وشاملة.
لذا فإننى أتوجه إلى وزير التربية والتعليم كى يتبنى هذا المشروع ويجعله فكرة أساسية لتثقيف الطلبة، وكل ما عليه أن ينسق مع الهيئة المصرية العامة للكتاب كى توفر له أعدادا من الكتاب يملأ بها مكتبات المدارس، ويشجع الطلبة على قراءة هذه السلسلة.
بدون هذه المشاريع لن نتحرك إلى الأمام بالقدر الكافى الذى نتمناه، ولن نحقق شيئا يذكر، شريطة أن يقوم كل شخص مسؤول بدوره، ومن هنا أتمنى من وزير التربية والتعليم أن يتنبه لذلك.