واقعتان مؤسفتان للتعدى على ذوى الاحتياجات الخاصة، وقعتا فى محافظتى القاهرة والشرقية، تفاعل معهما رواد السوشيال ميديا، الذين أعلنوا غضبهم جراء هذه الجرائم التى تطل برأسها على مجتمعنا الهادئ الآمن.
وفى أحد مناطق باب الشعرية الهادئة، روع مجموعة من الشباب شخصا من ذوى الاحتياجات الخاصة بكلب، ولم يكتفوا بجريمتهم النكراء، وإنما وثقوها بفيديو وبثوه على السوشيال ميديا.
هذه الجريمة لم تختلف كثيراً عن واقعة الشرقية، التى تعدى من خلاها صاحب صالون حلاقة ومعه آخرون بالضرب على شاب من ذوى الاحتياجات الخاصة.
هذه الجرائم التى تستهدف فئة ضعيفة من المجتمع، لا تستطيع الدفاع عن نفسها بشكل كبير، يقف خلفها مجرمون يرتكبون جرائمهم بدافع جرعات زائدة من المخدرات، أو الرغبة فى التلذذ بالجرائم، ويتباهون بجرائمهم بنشرها على السوشيال ميديا، ولدى ضبطهم يبادرون بالتأكيد على أنهم "يمزحون" مع الضحايا.
الأمر الإيجابى فى الواقعتين، أن جهاز شرطتنا القوي، كان حاضراً بقوة، فمبجرد تداول الفيديوهات على السوشيال ميديا، تحركت الشرطة ورصدت وتابعت وتوصلت لهوية المتهمين فى الواقعتين وضبطتهم.
هذا التحرك السريع والعاجل من جهاز الشرطة، يعطى درساً عملياً فى عملية الردع، والتأكيد على أنه لن يفلت أحد من العقاب، وأن يد القانون تطول الجميع بسرعة، بل أسرع مما تتخيل.
وبنفس السرعة التى انتشر بها الفيديو، كانت صور المتهمين بعد القبض عليهم منتشرة، كرسالة قوية وصارمة وحازمة، على أن السجن مكاناً طبيعياً، لكل من يخل بالقانون والنظام العام.
بالتأكيد.. التحية واجبة لرجال الشرطة بمديريتى أمن القاهرة والشرقية، وقطاع نظم المعلومات وباقى أجهزة وزارة الداخلية، لكن الأمر يحتاج لأدوار عديدة بجانب الدور الأمني، يحتاج لدور الأسرة الذى بدأ يتلاشى مع زحام الحياة واختفت معه ثقافة "العيب"، ومتابعة سلوكيات الأولاد، حتى أصبحنا نرى فى شوارعنا سلوكيات لم نألفها من قبل، وتحول بعض الأطفال والشباب لمجرمين فى ظل غياب الأسرة، كما نحتاج لدور توعوى من وسائل الإعلام، ودراما اجتماعية هدافة لتعليم أولادنا "الأصول"، ودور دينى لنبذ العنف والدعوة للتسامح والمحبة.