متابعة الكاتب المميز الصديق شريف صالح على مواقع التواصل الاجتماعى مفيدة جدا، بداية من التعرف على الرأي المغاير القائم على تحليل مختلف وانتهاء بالترشيحات المميزة للكتب والأفلام السينمائية، وأنا كلما قرأت تعليقاته على فيلم لم أشاهده من قبل أسعى فورا لمشاهدته مستأنسا برأى شريف وتحليله، لذا شاهدت، مؤخرا، الفيلم الأسبانى The Motive.
الفيلم أنتج فى عام 2017 وأخرجه "مانويل مارتين كوينكا" وقد دفعنى للتفكير فى معانى كثيرة أستخدمها بشكل يومى فى حياتى العملية منها (الكتابة، التجربة، الحبكة، الشخصيات، الدراما، ورش التدريب على الكتابة، الشهرة" فالبطل المأزوم لأن زوجته كاتبة مشهورة يسعى دائما للتقليل من كتابتها، لكنه، فى الوقت نفسه، يغار منها، لذا يريد أن يصبح كاتبا، مؤكدا أنه يريد أن يكتب رواية حقيقية، لكن مفهوم الحقيقة لديه ملتبس جدا، لقد ذهب إلى الحقيقة بمعنى ما سيحدث بالفعل، لذا قرر أن يكتب عن جيرانه ولو شئنا الدقة نقول "يكتب بجيرانه" جعلهم شخصيات الرواية، وتخيل فى لحظة ما أنه قادر على صنع مصائرهم ودفعهم إلى صناعة الدراما.
وبالفعل حدثت دراما كبيرة فى الفيلم، فكل ما خطط له انقلب عليه، وتحول هو فى لحظة ما إلى بطل "الرواية الفعلية" وقد أعجبته النهاية واعترف بأنه ما كان سيضع نهاية أفضل مما حدث.
الجملة التى كانت تفزعنى فى الفيلم أنه كلما فسد لدى البطل شيء مثل طرده من العمل أو فشل زواجه كان يردد "لا يهم فأنا أكتب رواية" كلما قالها أشفقت عليه جدًا، ثم أسأل نفسي "لماذا أشفق عليه؟" ألا أؤمن أنا مثله بأن الكتابة واحدة من "القيم" المهمة فى الحياة، وأنها قادرة على "تعويضنا" عن أشياء فقدناها.
انتهى الفيلم، وواصلت أنا طرح الأسئلة حول العلاقات الإنسانية والجرائم الصغيرة والكتابة وما يصلح منها للكتابة متأكدا أننى جزء من عمل يكتبه آخر الآن.