لا أحد يستطيع ينسى فيلم "شباب امرأة"، للراحلة "تحية كاريوكا"، فرغم مرور نحو 63 سنة على إنتاجه، فإنه مازال عالقاً بذاكرة المصريين، كما أنه مصنف ضمن أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية فى استفتاء النقاد.
كواليس ومحاولات الفنانة "تحية كاريوكا" للسيطرة على الشاب الريفى النازح للقاهرة "شكرى سرحان"، وصولاً للسقوط فى بئر الرذيلة، وإهمال دروسه وحبيبته "شادية"، حتى النهاية المأساوية بمقتل "كاريوكا" فى نهاية الفيلم، كل ذلك تجسد على أرض الواقع فى محافظة الشرقية مع الاختلاف فى بعض التفاصيل.
داخل منزل ريفى هادئ فى منطقة ديرب نجم، تردد شاب فى الثلاثين من العمر على صديق عمره، الذى يقيم برفقة والدته التى تخطى عمرها الخامسة والستون عاماً، حيث يقضى معظم اليوم لديه.
الشاب كان يعيش حياة بائسة، حيث تخطى عمره الثلاثون عاماً ولم يتزوج، بسبب حالته المادية الصعبة، وبات لا يستطيع التحكم فى شهوته، فقرر البحث عن نزواته لدى والدة صديقه التى تكبره بنحو 35 سنة، وعندما طرق بابها لم تمانعه، بل وجدت السيدة العجوز مآربها فى هذا الشاب، الذى أعاد لها الشعور بأنوثتها المفقودة، وتحولت المرأة العجوز ـ بقدرة قادر ـ لفتاة عشرينية، تفتح أحضانها ومنزلها وخزائن أموالها لعشيقها.
تكررت الزيارات فى الحرام، وطالبت المسنة عشيقها بالزواج حتى ولو بـ"ورقة عرفي" فرفض، فاحتدم الخلاف بينهما فى إحدى ليالى الأُنس، فقرر قتلها، حيث خلع "ضلفة شباك" وضربها على رأسها لتصرخ وتوقظ حفيدتها الصغيرة التى رأت كواليس "الخناقة" فقتل الاثنين وتم القبض عليه.
الشهوة قادت شابا لقتل امرأة ستينية وحفيدتها، وقادت أيضاً رجلا لجريمة قتل مماثلة فى منطقة المقطم بالقاهرة، عندما استغل عجوز فى الستين من العمر وجوده بمفرده برفقة زوجة ابنه وتحسس جسدها، نهرته بقوة فخرج من المنزل وعاد إليها ليكرر نفس الأمر فأسكنت سكيناً فى جسده ليفارق الحياة.
لحظات ضعف، يتدخل خلالها الشيطان، يستغل هذه المساحة لنسج خيوطه، فلا يتوقف المشهد عند حد "الشهوة" ولكن النهاية المأساوية تسطر دوماً الفصول الأخيرة، والجميع هنا خاسر، ما بين شخص مقتول فى القبر وآخر قاتل فى السجن.