من الجميل والسعيد لجماهير أى فريق أن تكون بداية أى مدرب معها ناجحة وتترك بصمة واضحة تبقى عالقة وتكون بمثابة صك الثقة والانطباعات الجيدة لما هو قادم.. وهذا ما يحدث الآن مع الصربى ميتشو فى الزمالك بحكم النتائج.
مدرب الزمالك الجديد، نجح فى الفوز على المقاصة والتأهل لنصف نهائى كأس مصر، وسبقه بفوز عريض على ديكاداها الصومالى بسداسية نظيفة فى إياب تمهيدى دورى أبطال أفريقيا، ويا لها من افتتاحية سعيدة للزمالك وجماهيره مع هذا المدرب الذى حظى باحترام الجميع فى مستهل مشواره مع الكرة المصرية.
ورغم أن المباراتين لم تكونا بالقوة المطلوبة، وإذا ما كانت مواجهة بطل الصومال غاية فى السهولة، جاءت كذلك مباراة المقاصة التى كانت تشير كل التوقعات قبلها، بانتظار الزمالك خصم عنيد وصراع قوى داخل الملعب، وهو ما لم يحدث تمامًا وترك المنافس للفريق الأبيض أرض الملعب وظهر وديعًا مستأنسًا بشكل غير مقبول.
إذن على المستوى الفنى، ما زال ميتشو خارج التقييم الكامل ويبقى تحت الاختبار لحين خوض مباراة قوية أمام منافس منظم ويملك لاعبين من أصحاب الجودة المطلوبة لمجاراة الزمالك، خصوصًا أنه حتى الآن لا نستطيع تكوين انطباع فنى شامل عنه.
فى المقابل، تبقى أشياء ملموسة تدلل على شخصية ميتشو التى تجمع بين القوة والألفة فى نفس الوقت، والتي تمثل ضمانة نجاح أى مدرب.
ميتشو بدا ودودًا فى علاقته مع اللاعبين التى ظهرت بشكل كبير فى لقطة الاحتفال بهدف عبد الله جمعة عندما ذهب إليه أغلب اللاعبين لتبادل التحية، وهو ما لم يكن يحصل مع أكثر من مدرب سابق لأصحاب الرداء الأبيض.. لكنه فى المقابل لا يقبل سوى بالالتزام والاحترام من الجميع، إذ بدا غير عابئ بالأسماء التى يقوم بتدريبها أو مصدر قوتها داخل الفريق، بعدما استبعد بامبو بداعى عدم الالتزام، وكذا أخرج القائد شيكابالا مع بدايات الشوط الثانى لكنه هنا يعاب عليه تركيز الهجوم على الأطراف فقط دون البحث عن حلول وتوظيف بديل قادر على تنفيذ ما يفعله شيكا، وهو ما أعطى المقاصة الفرصة لتنظيم دفاعاته.
ميتشو أراد إظهار بصمته مبكرًا مع الزمالك، وتكون كلمته هى القانون السارى داخل الفريق الأبيض عبر إجراء تغييرات جديدة عما هو معروف عن تشكيل أبناء ميت عقبة ومعه طريقة اللعب، من خلال الدفع بالمغربى محمد أوناجم فى أول مباراة له مع الزمالك الذى قدم أداءً طيبًا وسيكون له دور كبير مع الفريق، وكذلك الاعتماد على محمد عبد الغنى فى خط الدفاع على حساب الونش صاحب المركز الثابت فى المواسم الماضية، مع مرونة فى توظيف عبد الله جمعة داخل الملعب حسب طبيعة المباريات للاستفادة من وجود المخضرم محمد عبد الشافى.
* الحكم محمد معروف كان أسوأ ما فى المباراة بقراراته العكسية على الدوام، خاصة فى التعامل مع الكرات التى تحمل شبهة ركلات جزاء، فضلاً عن عدم قدرته على فرض شخصيته أمام اللاعبين، وبدا مهزوزًا غير واثق فى إمكانياته.. على فكرة معروف دكتور فى كلية التربية الرياضة.
*محمد إبراهيم لاعب المقاصة والزمالك السابق، خسر تعاطف الجماهير البيضاء معه، بسبب حماسه الكبير فى محاولة لإثبات خطأ رحيله، وهو الحماس الذى تحول إلى عصبية واحتكاكات عنيفة نالت من رصيده مع أبناء ميت عقبة.