لم يعد مسرح الجريمة بمفهومه التقليدى هو المكان الوحيد لارتكاب الجرائم، فلم يقتصر الأمر على حجرة ترتكب فيها الجريمة، أو مكان ناءٍ يختاره المتهم بعناية وحرص شديد للابتعاد عن الملاحقات الأمنية، فقد تطورت الجريمة، شأنها مثل كل شىء حولنا يتطور.
تحول "الفيس بوك" مسرحاً كبيراً للجرائم، يتخطى الحدود الجغرافية، حيث يستغل الجناة هذا العالم الافتراضى الذى يتجاوز المسافات والأماكن لارتكاب جرائمهم.
بات الفيس بوك ومواقع السوشيال ميديا تتسلل لمنازلنا الهادئة الآمنة، تخترق كل شىء، وتشجع على ارتكاب الجرائم، لاسيما فى ظل وجود أشخاص يتلذذون بتجريب السيئ من كل شىء.
ما أقوله لك هنا ليس حديثاً يفترى، ولكن وقائع حقيقية، حيث ضبطت أجهزة الأمن عدداً من الجرائم ارتكبها الجناة عبر السوشيال ميديا، أبرزها ضبط مسئول عن صفحة لبيع الأعضاء البشرية، وضبط آخر يروج لبيع الآثار من خلال السوشيال ميديا، وغيرها من الجرائم الأخرى.
لك أن تتخيل، أنه لدى إنشاء قسم الحاسبات ومكافحة جرائم الانترنت فى 2002، كانت البلاغات طوال العام لا تتخطى 7 بلاغات، فيما وصلت الآن لعشرات مئات البلاغات فى العام، ومن المتوقع أن تزيد نسبة البلاغات، وضبط المتهمين المتورطين فى الجرائم الالكترونية، طالما لدينا ثقافة إساءة استخدام الأشياء، وطالما غابت الأسرة عن دورها الرقابي، وانشغل الوالدين عن الأطفال، وتركوهم فريسة للسوشيال ميديا، وطالما لا توجد أعمال درامية بشكل كبير هادفة تشجع على القيم الأصيلة.