"الصيدلة" من المهن الإنسانية، التى تتعامل مع المرضى بشكل مباشر وتزيح عنهم الألم، ويساهم الصيادلة بما يمتلكونه من خبراء طبية فى وصف العلاج لبعض المرضى فى المناطق الشعبية، خاصة الأمراض البسيطة، التى تداهم هؤلاء البسطاء الذين لا يملكون ثمن "الكشف" لدى طبيب، فيتوجهون مباشرة للصيدلى للحصول على أدوية تزيح هذا الألم.
هذه المهنة الإنسانية الراقية، يحاول قلة من المواطنين تحويلها لتجارة ومكسب، دون مراعاة للأبعاد الإنسانية والأخلاقية، حيث يلجأ البعض لافتتاح عدة صيدليات سواء باسمه أو أسماء "صيادلة" بالاتفاق معهم مقابل مبلغ شهرى، فالأهم لديه أن يمتلك سلسلة من الصيدليات.
ليست هذه هى الخطورة، ولكن الخطورة تكمن فى أن هناك بعض الصيدليات لا يوجد بها "صيدلى متخصص"، وإنما يقف بها "شخص عادي"، قد يكون حاصل على "دبلوم فنى" ويؤدى دور الصيدلى بالممارسة.
هذه الصيدليات الممتلئة بأشخاص يرتدون "الروب الأبيض" ولا علاقة لهم بالطب والصيدلة لا من قريب ولا من بعيد، ولا يوجد معهم صيدلى واحد فى الصيدلية، يرتكبون ـ أحيانا ـ جرائم عديدة، ما بين صرف الأدوية بالخطأ، ورغبتهم المستمرة فى تقمص دور الطبيب، وتقديم الوصفات الطبية لمن يعانى "البرد والصداع والإسهال" وغيرها من الأمراض، دون الالتفات لسنه أو الأمراض الأخرى التى يعانى منها، لتكون العواقب وخيمة.
هذا الشخص الذى يتقمص دور الصيدلى والموجود بكثرة فى صيدليات مناطق الزحام والأرياف، ربما لا يلتفت إليك إذا لم تناديه بـ"دكتور"، رغم أن مؤهله أحياناً لا يتخطى الإعدادية.
الأمر يحتاج لمزيد من الرقابة الجادة على هذه الصيدليات، والتأكيد على وجود ـ على الأقل ـ شخص ينتمى لمهنة "الصيدلة" داخل الصيدلية، وعدم تركها لعدة أشخاص لا يوجد بينهم "رجل صيدلى رشيد".