اليوم، في سوق السمك، سمكة رنكة على الأرض، وسخة لكني التقطها، أنا ولوع أحب هذا النوع من السمك. واحد من بائعي السمك رآني. كانت السمكة قريبة من كوم سمكه. صرخ بي. أجبته بكل أدب أن السمكة لم تقفز من كومه. لكنه لم يستمع لي وراح يدعوني باللص. تقدمت بالسمكة إليه مقابل أن يتوقف ضجيجه.
زوجته، طلبت منه (صوتها أعلى من صوته) أن يصمت. وقالت لي يمكنني الاحتفاظ بها. ثم تبعتني وقدمت لي بضعة قروش. أخبرتها بأني رجل شريف، رسام، ولست متسولا. لكنها ضغطت قطع النقد على يدي، وقالت: حسنا حتى الرسامون يجب أن يأكلوا، أليس كذلك؟
هذا جزء من يوميات الفنان العالمي رامبرانت، ترجمة ياسين طه حافظ، صادرة عن دار المدى، وبغض النظر على أن الترجمة ينقصها شيء ما، ربما صياغة، أو مراجعة (عربية)، لكن بالمجمل فإن هذه اليوميات التي كان كتبها الفنان الهولندي العالمي الذي عاش فى الفترة بين (1606 – 1669) أعجبتني، فهي حافلة بالعفوية فى الأفكار وفى التصرفات، كما أعجبتني السيدة زوجة السماك، وسعدت لأن هذا النوع من النساء (عالمي) ليس مرتبطًا بثقافة معينة، هذه المرأة ومثيلاتها يقمن بدور عظيم فى الحياة، إنهن يحمين الإنسانية من التآكل.