الكليات التكنولوجية الجديدة، التى دشنتها الدولة، وتبدأ الدراسة بها الأسبوع المقبل، طفرة كبيرة فى مجال التعليم، وإنجاز كبير يحسب للقائمين على فلسفة التعليم فى مصر، فقد بدأت مرحلة جديدة من تعتمد على ربط الخريج بسوق العمل ومواكبة الاتجاهات الحديثة، ودعم المشروعات التنموية الضخمة، التى نجحت الدولة فى تأسيسها خلال الفترة الماضية، وسيكون لها دور كبير فى دعم الاقتصاد الوطنى وتحسين مستوى دخل الفرد، وتقليص معدلات الفقر.
الكليات التكنولوجية الجديدة، تضع مصر على الطريق الصحيح فى الثورة المعلوماتية الجديدة، التى بدأت فى دول العالم المتقدم فى مختلف المجالات، خاصة أن هذه الكليات تمثل فرصة حقيقة للشباب الطامح، الباحث عن كل جديد ومميز فى المجال العملى، بعيدا عن الكليات التقليدية والبرامج الدراسية القديمة، التى تعكف الدولة على تطويرها، بما يتواكب مع احتياجات سوق العمل، والتجارب الجديدة التى يتم بناؤها فى الوقت الراهن.
وتقدم العديد من الجامعات على مستوى الجمهورية، برامج جديدة فيما يتعلق بالتعليم التكنولوجى، ودخلت 3 كليات تكنولوجية الخدمة فى تنسيق العام الجارى 2019؛ إذ أنها تستقبل طلاب الثانوية العامة والشهادات الفنية بمختلف مدارسها، مثل كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة بجامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية، وكلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة بجامعة الدلتا التكنولوجية، والكلية المصرية الكورية لتكنولوجيا الصناعة والطاقة بجامعة بنى سويف التكنولوجية، وهذه الكليات جميعا كانت متاحة للطلاب بمجموع مناسب، ولم يكن تصنيفها ضمن كليات القمة، حتى تنجح فى استقطاب الطلاب الجدد لها، وتستطيع الحكومة تعميق هذه التجربة خلال السنوات المقبلة، والتوسع فى إنشاء هذا النوع الجديد من الكليات فى أكثر من محافظة.
الكليات التكنولوجية الجديدة، تبدأ الدراسة، كأغلب الكليات الجامعية فى نهاية شهر سبتمبر الجارى، للطلاب الحاصلين على دبلوم التعليم الفنى نظام الثلاث سنوات، والخمس سنوات والمعاهد الفنية وتقبل طلاب الثانوية العامة بنسبة 20% من إجمالى عدد المقبولين، بالإضافة إلى طلاب المعاهد المتوسطة، بما يؤكد أنها متاحة لكل الفئات ولمن لديه رغبة فى التعلم.
نصيحتى لكل طالب فى المرحلة الثانوية العامة أو فى الدبلومات الفنية، أن يخطط للالتحاق بهذه الكليات والجامعات التكنولوجية الجديدة، فالأعوام الخمسة المقبلة لن يكون بها مكان لأصحاب التعليم التقليدى، فالقادم سيعتمد على التكنولوجيا الحديثة، التى باتت المكون الرئيسى فى كل الأنشطة والمجالات الصناعية والتجارية، الأمر الذى يدعو إلى ضرورة تحفيز أبنائنا وبناتنا على ضرورة التفكير بمنطق مختلف وفكر جديد فى الدراسة الجامعية.
التعليم العام والجامعى يشهد طفرة كبيرة لا ينكرها إلا جاحد، وسوف ننعم بثمار هذا الجهد خلال السنوات المقبلة، بعد تأهيل جيل جديد من الشباب قادر على المنافسة، ومواكبة كل جديد فى أسواق العمل المحلية والإقليمية، بل والعالمية، فنحن نسير على الطريق الصحيح ويمكننا أن نحقق طفرات ونجاحات غير مسبوقة.