"ايه اللى مصحيكم بدرى كده.. الموضوع مش مستاهل" بهذه العبارة استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، المحبين والمحيين له فى مطار القاهرة الدولى، عقب وصوله إلى أرض مصر قادما من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد كانت رسائل الرئيس موجزة ومعبرة، ومطمئنة فى نفس الوقت، فهو يدعو البسطاء من أبناء مصر بألا يقعوا فريسة لما تبثه الجماعات الإرهابية من فوضى، ويتأكدوا أن مصر لها رجال تحميها ومؤسسات تقوم على أمنها وحماية ترابها وحقوق شعبها.
قوة الرئيس السيسى وصدقه فى العبارات البسيطة التى خاطب المواطنين بها، أحزنت الجماعات الإرهابية وأنصارها الذين يدعمون الفوضى، وأكدت أن كل ما يبثونه من شائعات مجرد إفك وإفتراء من أجل إثارة الفوضى، التى يرفضها الشعب المصرى بكل فئاته بعدما ذاقت مصر طعم الاستقرار، وباتت قادرة على مواجهة التحديات المختلفة، رغم كل المحاولات التى تسوقها العديد من الدول الكارهة لمصر، على رأسها تركيا وقطر.
استقبال كبار رجال الدولة للرئيس السيسى فى مطار القاهرة، كان له دلالة قوية أن مصر على قلب رجل واحد، وأن الفوضى أبدا لن تكون، والدولة قادرة برجالها ومؤسساتها على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر وشعبها أو زعزعة استقرارها، مهما كانت الظروف والتحديات، فما اكتسبته مؤسسات الدولة على مدار عشر سنوات مضت من التعامل مع الأحداث الكبيرة، والثورات والتظاهرات ومحاولات إسقاط الدولة، لم يكن مجرد ظواهر عابرة، انتهت دون خبرات أو تجارب نتعلم منها وندرسها، بل بات لدى المؤسسات المصرية قدرة كبيرة على رصد المخاطر، وتقديرها والتعامل معها فى الوقت المناسب، ولن تفلح أى محاولات فردية كانت أو جماعية فى التأثير على مستقبل هذا البلد أو التأثير على طريقه نحو التطوير والتنمية.
الرسالة التى يجب أن نعرفها جميعا أن مصر قوية، وقادرة على صد أى مؤامرة أو عدوان، هكذا يقول التاريخ وهكذا تخبرنا حضارة آلاف السنين، وقد ظلت مصر عصية على الهزيمة والانكسار أبد الدهر، وعاشت فى أوقات اندثرت فيها شعوب وأمم كثيرة، ولن يسمح رجالها لأى شخص سولت له نفسه المساس بأمنها أو ترويع شعبها، فلدينا جيش نظامى محترف، لديه من القوة والقدرة ما يمكنه من الحفاظ على أمن وسلامة هذا الوطن، ولدينا جهاز شرطة مدرب ومنظم يرعى الأمن ويحافظ على حقوق ومصالح الشعب المصرى، وينفذ القانون ويحمى هيبة الدولة.
لا تنشغلوا بمن يبشرون بالفوضى أو من يحاولون إثارة الفتن هنا وهناك، وانشغلوا فقط بمستقبل هذا البلد، وقوة شعبه الحقيقية، التى لن تسمح بأن يعرقل مسيرتنا أو يشوه ما صنعه رجال مصر الشرفاء من إنجازات فى شتى المجالات على مدار السنوات الخمس الماضية، التى تحقق فيها مالم يتحقق فى قرون طويلة.