صراخات أطلقها رواد السوشيال ميديا على "الطفلة جنة" التى توفيت بالدقهلية، عقب تعرضها لتعذيب ممنهج من قبل أسرتها خاصة جدتها وخالها، لعدة أشهر برفقة شقيقتها "أمانى" حتى لفظت "جنة" أنفاسها الأخيرة، لتستنهض ضمائر الجميع، وتلقى باللوم على من تخاذل فى حمايتها، وأهدر حقاً أصيلاً من حقوقها فى الحياة.
المتهمون المقبوض عليهم بينهم "الجدة والخال"، ربما يكون "الإعدام" العقوبة الأقرب إليهم ـ وفقاً لقانونيين ـ لارتكابهم عدة جرائم بينها "التعذيب والقتل"، بعدما ألقت الأم المطلقة بفلذات أكبادها للجدة والخال.
انتهت قصة "جنة" بوفاتها لتتخلص من عذاب الدنيا لراحة الآخرة، وإيداع شقيقتها إحدى دور الرعاية، وضبط المتهمين وتقديمهم فى القريب العاجل لحبل المشنقة، لكن تبقى قصص عديدة لأطفال صغار مثل "جنة" لا نعرف شيئا عنهم.
للأسف.. يوجد العديد من القصص مثل "جنة" ممن يتعرضون للتعذيب على يد أسرهم وذويهم، في ظل زيادة معدل العنف الأسرى بصورة ملحوظة، هؤلاء الأطفال الأبرياء يدفعون "فاتورة" تهور الآباء والأمهات.
أحدثك هنا ـ على سبيل المثال وليس الحصر ـ عن عدة مذابح وجرائم قتل ارتكبت مؤخراً في حق الأطفال، فى الرحاب مرتين وفى الدقهلية وبمنطقة السلام، كل هؤلاء قتلوا أطفالهم، لأسباب واهية.
بواقع عملي ـ محرراً للشئون الأمنية ـ أرصد جرائم بشعة يتعرض خلالها أطفال للتعذيب على يد زوج الأم، عندما تفضل المرأة شهوتها على "ضناها"، فتترك الأطفال تحت رحمة زوج الأم يضرب ويعذب وأحيانا يقتل، وسط صمت للأم خوفاً من طلاقها.
الأمر يحتاج في المقام الأول لـ"ضمير"، نعم .. نحتاج لاستيقاظ الضمائر، ثم زيادة التوعية بخطورة تعريض أطفالنا للخطر، وحمايتهم والحفاظ على مستقبلهم، فهم الأمل الباقي والمستقبل الواعد لبلدنا، فحافظوا عليهم يرحمكم الله.