"تيران وصنافير" مصريتين والرئيس فرط فيهما وأهداهما للسعودية، ولو كان حصل ده أيام مرسى كانت الدنيا قامت ومقعدتش، عواد باع أرضه يا ولاد، مصر بتتقطع وتتفرق على الحبايب والأصحاب !!!
ثرثرة كثيرة وجدال حاد واعتراضات وقضايا تم رفعها على الفور ومحاولات للتظاهر وحملة جمع توقيعات لرفض ما حدث !
ولكن لا يهم، فالأهم والأولى بالتأمل الذى يدعونا للحسرة ويجرنا لخيبة الأمل، أن هذه الضجة لا تستند إلا على جهل تام بالتاريخ والجغرافيا واتفاقيات ترسيم الحدود المائية وتطورات وضع الحزيرتين مثار الجدل على مر التاريخ والبحث العميق والتفكر وإعمال العقل وتحكيم المنطق قبل أن يفكر أيًا منا فى أن ينبس ببنت شفة سواء بالتأييد أو الاعتراض! "من قال لا أدرى فقد أفتى" .
فقد أصبح الجميع خبراء استراتيجيون ومحللون سياسيون! هذا بجانب من امتلأت صدورهم حقدًا وغلًا لدرجة أنهم يبحثون ليلًا ونهارًا عن أى ثغرة لإطلاق العويل والنحيب والتنديد بما ليس لهم به علم!
عندما سألتنى ابنتى بالأمس عن معلوماتى فيما يخص هاتين الجزيرتين وكيف يفرط فيهما الرئيس بهذه السهولة وخاصة بعد أن تم شحنها بأقاويل ومزايدات جماهير السوشيال ميديا الخبيرة ببواطن الأمور، فكانت الإجابة أننى لا أعرف الجذور التاريخية لوضع الجزيرتين ووعدتها بأن أجتهد فى البحث عن أصل الموضوع، وطلبت منها التروى فى إصدار الأحكام لأن مثل هذه المواضيع الحساسة لابد وأن تكون لها عدة أبعاد على المستوى السياسى والتاريخى والجغرافى، وربما ما هو أعمق من ذلك، وعلى كل من له عقل فى رأسه أن يفكر جيدًا ليربط الأحداث ببعضها البعض .
وبعدما قضيت ليلتين من البحث والتفكير واستعراض وجهات النظر المختلفة فى هذا الشأن وخاصة ممن هم محل ثقة، توصلت إلى أن الجزيرتين تتبعان المياه الإقليمية السعودية وقد تم وضعهما تحت إدارة السلطات المصرية منذ عام ١٩٥٠ بموافقة سعودية، وبكل بساطة كانت منطقة متنازع عليها نظراً لتأخر تحديد الحدود البحرية بين الدولتين .
وكذلك هناك وجهة نظر تم تداولها ولها قدر كبير من الاحترام وهى :أنه ربما تكون عملية رد الجزيرتين للسعودية فى هذا التوقيت متعلقة بأسباب سياسية وتأمينية للطريق البرى الذى أُقر تنفيذه والذى سيربط إفريقيا بآسيا فى سابقة هى الأولى من نوعها، ما يشكل تهديداً صريحاً لإسرائيل والتى صرحت هى الأخرى بأن إنشاء هذا الطريق البرى بمثابة إعلان للحرب !
وما أهم من ذلك هو أن المنطقة التى تقع بها الجزيرتان منزوعة السلاح طبقاً لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وهذا ما يوضح الأمر جيداً ويميل بالدفة تجاه الأسباب السياسية، حتى تتمكن السعودية بعد استردادهما من التسليح الكافى لحماية وتأمين الطريق البرى بالاتفاق مع مصر التى لن تتمكن من ذلك دون إلغاء معاهدة كامب ديفيد !
نهاية أتوجه بكلمة خالصة من القلب لمتخصصى الثورات ومحاميها وكدابين الزفة وجميع المهللاتية ورواد القهاوى والميادين ومشتاقى التظاهر وطابور مرشحى الرئاسة السابقين :
الرئيس الذى تتهمونه بالباطل لن يفرط فى شبر واحد من أرض مصر، و لستم بجزء صغير من وطنيته وحرصه على حماية الأرض وصون العرض، وكفى بالله شهيداً بينه وبينكم.