أحداث متصاعدة شهدتها مصرنا الحبيبة خلال الأسابيع القليلة الماضية، بسبب بثّ الشائعات والادعاءات في حق الدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسي من قبل أطراف طالما حاولت على مدار السنوات الماضية وخاصة بعد نجاح الشعب المصري بمساندة مؤسسات الدولة الوطنية؛ الإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية في 30 يونيو من عام 2013.
منذ ذاك الوقت كثفت الجماعة الإرهابية وداعميها حيث النظامين القطري والتركي الجهود لضرب الأمن والاستقرار في مصر وذلك من خلال سلاحهم الناعم والمُتمثل في المنابر الإعلامية بنوعيها التقليدي والجديد حيث ساحة الإنترنت وما توفره من سوشيال ميديا. ومن ثم تنطلق الشائعات والأكاذيب من خلال تلك الوسائل التي يُصرف عليها أموالًا طائلة بهدف نشر الفوضى من خلال الادعاءات التي تخدم توجهات تلك الأطراف المغرضة.
وعي الشعب المصري وثقته في قيادته ومؤسساته وجهت صفعة قوية لكل من يُحاول أن يؤثر على هذه اللحمة الوطنية والعلاقة الوطيدة بين الشعب وإدارته. ولعب الإعلام المصري دورًا فعالًا في احتواء هذه الأزمة عبر مد الشعب المصري بالمعلومات والبيانات الحقيقية إلى جانب تنمية وعيه بأخطار وسلبيات السوشيال ميديا وما يدور بها من فوضى معلوماتية.
ولا نُنكر ما حدث من طفرة هائلة في عمل الهيئة العامة للاستعلامات خلال السنوات الأخيرة، وظهورها على الساحة من خلال الردّ على ما تنشره بعض من وسائل الإعلام الأجنبية حول الشأن المصري أول بأول، وأيضًا متابعة سير العمل للمراسلين الأجانب على أرض مصر والتدخل في حال مواجهتهم أي مشاكل أو في حال وقوع خطأ من قبلهم.
بينما ننتظر المزيد من "هيئة الاستعلامات" على الصعيد خارجي والداخلي، حيث يجب تفعيل المكاتب التابعة لها في الخارج بشكل أكبر للمساهمة في تشكيل الرأي العام العالمي تجاه مصر وتقديم المعلومات الحقيقية والتي تُسهم في التعريف بها ودحض الأكاذيب حولها بمختلف اللغات.
هذا إلى جانب الضرورة المُلحة لتفعيل مراكز الإعلام الداخلي التابعة للهيئة ومراكز النيل للإعلام والتي تتواجد على مستوى محافظات مصر، وذلك لأهميتها في الوصول إلى المصريين في جميع أنحاء البلاد ودورها في تثقيف وتوعية المجتمعات بالقضايا السياسية والوطنية وإتاحة نافذة للمواطنين للتعبير عن آراءهم وطرح ما يواجههم من مشكلات لدراستها وتقديم الحلول لها قدر المستطاع.
ان مثل تلك المراكز والمكاتب إلى جانب وسائل الإعلام لها دور هام في توعية وتثقيف المواطن وجعله على دراية دائمًا بكافة المستجدات، ذلك الأمر الذي يُعد ضروريًا في ظل الحرب الناعمة التي ينتهجها أعداء المنطقة ولاسيما مصر بهدف ضرب استقرارها وأمنها القومي.
وأعتقد أنه حان الوقت للنظر إلى ما نمتلكه من آليات للقوة الناعمة بما يواكب ما نواجهه مؤخرًا من حرب عبر الفضاء الإليكتروني وقنوات "الستالايت"، وعلى يقين أن أستاذ ضياء رشوان، نقيب الصحفيين ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات سيضع الأمر نصب عينيه حتى يصل بالهيئة إلى الصورة المُثلى، وله ألف تحية مع خالص الشكر والتقدير.