مؤكد أن الدولة المصرية الجديدة، والتى بدأت خطواتها مع 30 يونيو 2013، استطاعت خلال ست سنوات، أن تصنع وسائل وآليات للثواب والعقاب، كما أنها امتلكت ناصية الأمور، فى متابعة الأحداث والتفاعل معها، ولذلك فالدولة تتابع كل ما يجرى على الأرض وفى الفضاء الإلكترونى، وكافة وسائل السوشيال ميديا التى تؤثر على المواطنين، انطلاقا من رغبة حقيقية فى حل المشاكل، وكذلك مواجهة التهديدات بكافة أشكالها، لذلك فليس خفيا على رجال الدولة ما يطلبه المواطنون، وذلك حتى تغلق الباب أمام وسائل الاستهداف الممنهجة، التى تحاول تفكيك الكتلة الصلبة للشعب المصرى، عبر الدخول من بعض المعوقات أو المشاكل التى تطرأ على المجتمع المصرى ككل، واتخاذها طريقة لحشد الجمهور.
ويقينا أن الدولة ومؤسساتها أعلم من غيرها بما يواجه الشعب المصرى من مشاكل، كما أن الدولة أكثر دراية من غيرها لما تمتلكه من أموال، وطرق الصرف والإنفاق على أولويات الدولة، وليس من المنطق، الاعتقاد بأنها قد تتخذ إجراءات ليست فى صالح الوطن ككل، ولكن ربما تتخذ إجراءات لايظهر مكاسبها فى القريب، ومن خلال ذلك تتولد موارد الغضب، ولذلك يمكن فهم ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال الـ 24 ساعة الماضية، حينما تحدث عن متابعته للإجراءات الخاصة بدعم محدودى الدخل، وتفهمه لموقف المواطنين الذين تأثروا سلباً ببعض إجراءات تنقية البطاقات التموينية وحذف بعض المستحقين منها، ولم تمر 24 ساعة، حتى أكدت وزارة التموين، أنها قامت بإرجاع مايقارب الـ2 مليون مواطن، كما أنها ستستمر فى صرف مستحقات التموين للمتظلمين لحين البت فى تظلماتهم، ولذلك فحماية حقوق البسطاء، التى وعد بها الرئيس تتحقق بعد 24 ساعة من حديثه، ولم يدخل الأمر فى نطاق الروتين، والمتابعة، ولكن القرار نفذ فى حينه، وكل مؤشرات تؤكد أن معاول الاستهداف للدولة ليست فقط بالدفاع والتأمين، ولكنها أيضا تحمل شق التحصين والمعالجة لمشاكل ورثتها من عشرات السنين.
ونحن هنا نعيد التذكير، لكل المتظلمين من قرارات حذف غير المستحقين من بطاقات التموين، أن هناك إجراءات معينة، لابد أن نقوم بها، وهى أن يتسلم مكتب التموين التظلمات المقدمة من المواطنين وتسجيلها على موقع تموين دعم مصر، موضحا به "الرقم القومى رقم المحمول، نوع التظلم، رقم البطاقة الذكية"، ويقوم مكتب التموين بإرسال تلك الكشوف المعتمدة من رئيس المكتب إلى مديريات التموين، على أن ترسل أسبوعيا إلى ديوان عام الوزارة مرفق بها c d ويتم اتخاذ إجراءات فورية لعودة المستحقين للدعم.
ومن الأمور الإيجابية أيضا فى منظومة التموين الجديدة، أن هناك قرارا وزاريا استثنائيا، باستخراج بطاقات تموينية جديدة لمن ليست له بطاقات من الفئات الأولى بالرعاية والأسر احتياجا، مثل أصحاب الدخل، أو المعاش المنخفض، والأرامل والمطلقات، وأصحاب الأمراض المزمنة، ومستفيدى تكافل وكرامة، والمعاش الاجتماعىّ، وكذلك أيضا ضم الزوجة غير المقيدة على بطاقة تموين الأسرة إلى بطاقة تموين الزوج.