شاركت مصر فى دورة الألعاب الأفريقية بالمغرب بالعديد من الفرق فى رياضات فردية وجماعية ذهنية وعضلية، وحطم هذا الشباب الواعد الأرقام القياسية التى تم تحقيقها فى تاريخ البطولة، وعادوا لنا بـ85 ميدالية ذهبية و89 ميدالية فضية و67 ميدالية برونزية، بإجمالى 247 ميدالية، فهم لم يتفوقوا على منافسيهم فقط بل تفوقوا على أنفسهم لأنهم أصحاب الرقم القياسى عام 2015 بـ217 ميدالية، هؤلاء الشباب اجتهدوا وتدربوا، وكانوا خير نموذج لتحمل مسئولية رفع علم مصر، ليؤكدوا أن مصر الرائدة قادمة فى كل المجالات.
لكن المثير للدهشة أن العالم الافتراضى للفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى لم يسلط الضوء على هذه الطاقة الإيجابية التى لو تم تصديرها للشباب لبعثت فيهم روح الأمل والتفاؤل، وهنا السؤال هل أصبحنا فى مواقع التواصل الاجتماعى نبحث عن السلبيات فقط؟ أصبحنا نبحث عما يبث علينا الطاقة السلبية فقط.
الأكثر من ذلك أصبحنا نهاجم من يسعى لمن يريد أن يرى النور ويحث على التفاؤل، إننا نحتاج جديا وحتميا أن نراجع آليات وأدوات تعاملنا مع وسائل التواصل الاجتماعى، فلا شك من استحواذها على حيز كبير من حياتنا، ولكن الأكيد أننا نستطيع توجيه مسارها كما نريد لا كما يراد لنا.
هؤلاء الشباب يستحقون أن نحتفل بهم إلكترونيا وأن نتباهى بهم أمام العالم، فإذا أردنا أن يكون لنا دور فى مكافحة الإرهاب فلننشر الطاقة الإيجابية، وإذا أردنا أن نقاوم الإحباط فلننشر الطاقة الإيجابية، وإذا أردنا أن يستمر هذا الشباب فى التقدم فلننشر صورهم وأسماءهم، وإذا أردنا أن يكون لدينا آلاف وملايين مثل هذا الشباب فلنحتفل بهم أمام العالم كله.
المؤكد - وبدون أى مزايدة - أن الرئيس عبد الفتاح السيسى سيستقبلهم ويكرمهم لكننا نطالب وزارة الشباب والرياضة بمزيد الاهتمام والرعاية لهم فالهدف القادم هو أولمبياد طوكيو 2020.
إن منصات التواصل الاجتماعى واقع مفروض علينا لا نستطيع إهماله ولا تهميش تأثيره، لكننا نستطيع التحكم فى منصات التواصل الاجتماعى وتحديد اتجاهها، ونحن من يستطيع الاستسلام لها وتركها تتحكم فينا.