ما هذا الذى يفعله الصربى ميتشو فى الزمالك، وماذا يريد أن يؤكد بما يفعله بصفوف الفريق من أخطاء فادحة؟
ما يقدمه ميتشو فى الزمالك هو مقامرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. المقامر لا يبدو مكترثا بما يحدث حوله.. الأهم أن ينفذ ما يجول بخاطره دون الانشغال بتأثيره أيا كان إيجابيا أو سلبيا على المحيطين به.
مقامرة ميتشو بتاريخ الزمالك يجب أن تنتهى حالا، ويتعامل الخواجة مع الواقع ويدرك إمكانيات لاعبيه ويوظفهم بالشكل الأمثل الذى يخدم مصلحة الفريق، دون أى اختراعات أو البحث عن عمل بطولى يُنسب له ولا يناسب قدرات اللاعبين، حتى يقال عنه إنه صنع بصمة مع الأبيض.
استراتيجة ميتشو الفنية تبدو ثابتة دون أى تغييرات تصنع الفارق وتختلف من مباراة إلى أخرى، ومع هذا يقوم بالتغيير فى اللاعبين ومراكزهم دون أن يؤهلهم لذلك نفسيا وذهنيا وفنيا، مثلما حدث أمام النادى الصاعد حديثا للدورى الممتاز، ليظهر الزمالك فى أسوأ حالاته منذ فترة طويلة، وكاد أن يخسر نتيجة المباراة فى مفاجأة غير متوقعة على الإطلاق بحكم الفروق الضخمة بين الناديين فى كل شىء والتى تشبه القمة والقاع.
هل يعقل أن يقوم أى مدرب بإجراء 7 تغييرات جملة واحدة فى تشكيلة فريق، فمايفعله أسوأ مفهوم لمعنى الروتيشن"التدوير" ويبدو أنه حافظ مش فاهم.
ومهما كانت دوافعه لذلك بداية من الاعتقاد بسهولة المنافس الصاعد، فضلا عن الغيابات للإيقاف أو الإصابة مثل طارق حامد وشيكابالا، إلا أن ذلك لا يعفيه من مسئولية غياب الحلول التى تحمى الفريق داخل الملعب وتحافظ عليه من التفكك الذى شاهدناه أمام نادى مصر.
أبرز الأخطاء التى وقع فيها ميتشو تمثلت فى إشراك ثنائيات جديدة فى الوسط والدفاع، لأول مرة يظهروا بجوار بعضهما فى نفس المركز (زيزو وأوباما على الدائرة) و(الونش ومحمد عبد السلام فى قلب الدفاع).. وذلك بعدما أبعد ساسى ومحمود علاء عن المباراة، وهو الذى يعانى من الأساس من غياب طارق حامد ومحمد عبد الغنى الأساسيين، ليخلق لنفسه والزمالك نوعا من المعاناة ما كان يدركها، إزاء غياب الانسجام والتأقلم بين اللاعبين داخل الملعب، وبالتالى الخطأ كل الخطأ فى خطط ميتشو.
والحديث هنا ليس مرتبطا بشكل كامل بنتيجة مباراة إف سى مصر، خصوصا أن الزمالك معروف بفصوله الباردة مع الأندية الصغيرة، مثل نجوم المستقبل وبنى عبيد وغيرهما.
الحديث هنا تراكمى وليس وليد اللحظة، ميتشو من بعد مباراة بيراميدز فى نهائى كأس مصر ومستوى الزمالك معه فى النازل، فلم نشاهد أى ملامح لأى خطة أو جمل فنية يؤديها اللاعبون أو حتى مهام مكلفين بها، الكل بيلعب بمزاجه وبطريقة ارتجالية، كل اللى يقدر على حاجة يعملها ومثال لذلك الفوز الذى تحقق على المقاصة وجاء بمجهود فردى من زيزو.
ويزيد من مفاهيم ميتشو المرتبكة فى الزمالك إبعاده عددا من اللاعبين مثل بامبو وحازم إمام، وفجأة يعود بالثنائى من الثلاجة ويدفع بالأول أساسيا والثانى احتياطيا.. فماذا تنتظر منهما بعد خضة الاستبعاد والتجميد ثم العودة المفاجئة للملعب.
وإذا ما كان التعثر المفاجئ أمام إف سى مصر أفقد الزمالك نقطتين فى بداية مشوار الدورى، فلا بد ألا يفقد الفريق الأمل فى المنافسة والعودة إلى مستواه بداعى الانهزامية، ولا بد أن يكون هناك استعداد مختلف لمباراة القمة أمام الأهلى على كل المستويات وإعادة تأهيل اللاعبين بالشكل اللائق، خاصة أن مواجهة الغريم تكون بطولة خاصة وتأثيرها الإيجابى أو السلبى حسب نتيجتها يكون مختلفا عن أى مباراة أخرى.