الحرب التى يشنها رجب أردوغان على الأراضى السورية، هو عدوان واحتلال وتطهير عرقى وليس له مسمى آخر، وحتى الذين كانوا يتشككون فى علاقة أردوغان الرئيس التركى بتنظيم داعش والقاعدة وتنظيمات الإرهاب، حصلوا على وثائق واعترافات بهذه العلاقات، فضلا عن سقوط الحواجز بين داعش والقاعدة والإخوان، فالتنظيمات أصبحت تحت القيادة التركية تنفذ نفس التحركات والعدوان.
قيادات الإخوان الهاربون فى إسطنبول أصبحوا جزءا من آلة أردوغان الدعائية، وفى حين مثل إخوان سوريا القوام الرئيسى للجيش الحر، واختفوا ليظهر داعش فقد انضم الإخوان الهاربون فى تركيا وقطر إلى حرب أردوغان سواء ضد مصر سياسيا ودعائيا، أو مباشرة فى إعلان تأييد غير مشروط لحرب التطهير العرقى الأردوغانية فى سوريا.
الجديد أن رجب أردوغان يشن حربا مزدوجة، عدوان واحتلال ضد شمال شرق سوريا، ثم تطهير عرقى علنى ضد الأكراد وفى كل هذا يرفع أردوغان نفس الشعارات التى رفعها ولايزال تنظيم داعش.
داعش ارتكب جرائم وإرهابا ضد المختلفين دينيا، الإيزيديين والمسيحيين فى العراق وسوريا، ثم ضد الشيعة والسنة، وأطلق على نفسه اسم «تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، أى أنه عين نفسه ممثلا وحيدا للإسلام، مثلما يفعل الإخوان وكل التنظيمات الدينية المتعددة من كل المذاهب والتى قسمت العراق ودمرت سوريا.
كان شعار داعش عرقيا وطائفيا، وهو نفس ما رفعه تنظيم القاعدة، واليوم يخوض رجب طيب أردوغان عدوانا على سوريا، وغزو واحتلال على أراضى الغير يتنافى مع المواثيق الأممية والقانون الدولى، لكنه يطلق على قوات الغزو اسم «الجيش المحمدى» ويستعير شعارات داعش ليخفى خلفها عمليات التصفية العرقية والمذهبية، بل ويضيف المزيد من الإساءات إلى الإسلام.
اسم الجيش المحمدى يعنى أنه جيش يمثل من يحتكر الإسلام، بينما هو يقتل الأكراد وهم فى أغلبيتهم مسلمون، ثم يحارب سوريا وهى دولة مسلمة تضم تنوعا مذهبيا ودينيا وعرقيا، وعندما يخوض أردوغان أحط الحروب خلف شعارات دينية إسلامية، فهو يكرر ما فعله داعش ويوظف الإسلام لأغراض دنيئة.
ومثل أردوغان يقف حلفاؤه وعلى رأسهم داعش، حتى لو كان بعضهم يخوض باسم جيش سورى مزعوم مرة يضيف كلمة «حر» وأخرى «وطنى» ولا علاقة له بالحرية ولا الوطنية، لأنه مجرد مرتزقة تحارب وطنها لصالح المحتل، ولا يختلفون كثيرا عن جواسيس التتار والمغول فى العصور الوسطى، الجيش الحر اختفى قبل أعوام ليحل مكانه داعش والنصرة، واليوم قيادات تنظيم الإخوان الهاربون فى تركيا هم أنفسهم الذين يحاربون الدولة المصرية بلا أى ستار ومباشرة طوال سنوات يخوضون حرب تحريض وإرهاب فى مصر مع داعش. اليوم يؤيد إخوان «التتار التركى» عدوانا تركيا على سوريا وحرب التطهير العرقى ضد الأكراد.
ومن واقع المواقف المعلنة لأعضاء الإخوان فى قطر وتركيا وقنواتها لم يعد هناك أى شك أو ادعاء بأن هؤلاء يساندون تركيا ضد بلادهم، بل إنهم يدافعون عن أردوغان باعتباره خليفتهم.
ولو بذل البعض أى جهد لإقناع الناس بأن هناك من يساند أعداء بلاده، لم يكن أحد يصدق، لكن الإخوان فى تركيا، قدموا كل الأدلة بالصوت والصورة والمواقف، على أنهم يعملون بتعليمات تركية وينتمون إلى تركيا، وهو أمر يصعب التعامل معهم باعتبارهم مواطنين فهم أردوغانيون وليسوا حتى أتراكا، لأن هناك أتراكا يعارضون نزوات وحملات مجرم الحرب أردوغان، التى أطاحت بالكثير من جهود الأتراك الاقتصادية وأدخلت تركيا فى صراعات لا تنتهى.
أردوغان وهو يستعير شعارات داعش، يؤيده الإخوان، ممثلون فى جيش حر تسبب فى تفتيت سوريا، وإخوان مصر الهاربين هناك ممن يكررون مواقف عملاء التتار والمغول، ومثلما نرى مهاويس يتبعون البغدادى، خليفتهم الوهمى فإنهم يتبعون اليوم أردوغان بعد أن استعار شعارات البغدادى نفسها.