تحل اليوم الذكرى السابعة والعشرون على وقوع، أكبر الكوارث التى شهدتها مصر فى القرن العشرين، وهو زلزال 1992 المدمر الذى بلغت قوته 5.8 درجة على مقياس ريخت، وراح ضحيته نحو 545 شخصًا وأصيب 6512 آخرين وشرد حوالى 50 ألف شخص، كما تسبب فى تصدع وتهدم الكثير من المنازل والمساجد والمدارس بداية من بولاق وجنوبًا على طول نهر النيل حتى العياط على الضفة الغربية للنهر.
30 ثانية فقط هى مدة الزلزال، مرت كأنها 30 عامًا، فقط كان مشهد الزلزال فى الشوارع مهيبًا، ورغم أننى كنت فى الرابعة من عمرى وقتها، إلا أننى أتذكر أحداث الزلزال أمامى وكأنه وقع بالأمس، فقد كانت الساعة نحو الثالثة والربع وقت صلاة العصر، أتذكر صورة أمى وهى تحمل شقيقى الأصغر وأنا فى يدها اليمنى مهرولة فى الشارع بعيدًا عن المنازل والأبنية خشية أن نمس بسوء، وكنا نعيش وقتها فى حى روض الفرج بالقاهرة.
أتذكر أنه رغم فاجعة ومفاجئة الزلزال للأهالى إلا أنهم كانوا مترابطين، لم أجد من يخشى على نفسه فقط فالكل يجرى ويصرخ محذرا الجيران بضرورة الخروج من المنازل ، وكيف كان الشباب يطرقون الأبواب للتأكد من خلو المنازل من الناس، حتى فى توابع الزلزال التى شهدها مصر لأربعة أيام متتالية كان الموقف واحد.
أتذكر كيف جلس الجيران بعد الزلزال، يطمئنون على بعضهم البعض، ويتندرون على بعضهم البعض ومدى خوف كل منهم من الزلزال، وكيف كان مجرد مرور شاحنة أو مقطورة تحدث شيء من الهزة يصرخ أحدهم "ألحق زلزال"، إنها حقا عادة المصريين يتندرون حتى فى الكوارث.
وشهدت مصر العديد من الزلازل منذ حدوث زلزال 1992، مقاربة لقوته لكنها كانت معظمها فى البحر المتوسط، مما جعل تأثيرها ضعيفًا مقارنة بزلزال أكتوبر 1992.