يملك الإبداع قوانيه الخاصة وطريقته المعبرة عن تجاوز الحدود، لكنا عادة لا نتنبه إلى هذه المعانى ونسمح للقواعد الجافة الحادة أن تمسك بأفكارنا، ونسمح للمؤسسات الثقافية بأن تتحكم فيما نكتبه ونبدعه، لأن هذه المؤسسات نفسها تخضع للقوانين الصارمة التى تفرضها على نفسها.
لذا نسعد جدا، عندما نعرف أن مؤسسة ما لم تخضع لعبادة القانون، وتجاوزته من أجل الإبداع، وهو ما حدث مع جائزة مان بوكر التى أعلنت جائزتها أمس، حيث خالف القواعد التى وضعتها منذ 27 عاما.
فقد أعلنت اللجنة فوز كل من مارجريت أتوود عن روايتها "الوصايا" وبرناردين إيفاريستو عن روايتها "امرأة وفتاة وأخرى" بجائزة عام 2019 مناصفة بعدما تعادلا فى تحكيم لجنة تحكيم الجائزة،
والمعروف أن قواعد جائزة مان بوكر تنص على أنه لا يجب تقسيم الجائزة، لكن أعضاء لجنة التحكيم أصروا على أن العملين يستحقان الفوز، ولا يوجد عمل يتفوق على الثانى فكان قرار الفوز مناصفة بين الكاتبة الكندية الشهيرة والكاتبة البريطانية.
هنا لم يخضع أعضاء اللجنة للقواعد التى نفذت خلال السنوات الماضية، فقد تم تجاوزها بسهولة، وكان رد الفعل مناسبا، فقد قالت مارجريت أتوود أنها سعيد لمناصفة الجائزة مع كاتبة شابة، وقالت إيفاريستو أنها سعيدة لوقوفها بجانب مارجريت أتوود.
المناصفة فى حد ذاتها ليست قيمة، لكن صناعة قوانين صارمة فى إدارة الفن هو الجريمة.