خلال أسبوع واحد فقط، قدم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ما يقرب من عشر أكاذيب لتبرير عدوانه على شمال سوريا، بدأ بحجة مواجهة الأكراد المعادين لتركيا، من دون أن يقدم دليلا على أن قوات سوريا الديمقراطية نفذت أى عمليات ضد تركيا، بينما بدا أن هناك تصفية عرقية وإبادة يمارسها الجيش التركى ضد الأكراد.
الحجة الثانية تبدو نوعا من الكوميديا، ادعاء أردوغان أنه يواجه الإرهاب ممثلا فى تنظيم داعش، حيث حاول الإعلام التابع لأردوغان تسويق هذه المزاعم، والمعروف أن أردوغان هو الراعى الرسمى لداعش والقاعدة، وكافة التنظيمات الإرهابية التى خاضت حربا بالوكالة ضد سوريا، وانتهت بملايين اللاجئين فضلا عن تدمير أقاليم سوريا، واختفى الجيش السورى الحر الذى تم إنتاجه بمعرفة أردوغان وبدعم من الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما وحلف الناتو وتم دعمه بالسلاح والمال، وكان الجيش الحر مجرد ستار لإدخال المقاتلين الأجانب من كل دول العالم، فى الوقت الذى ظلت تركيا معبر لدخول أكثر من ثلاثين ألف من المرتزقة، ساهموا فى تخريب سوريا، وكان السوريون هم الضحية الأولى للحرب.
وبعد هزيمة داعش والقاعدة على أيدى قوات سوريا الديمقراطية والجيش العربى السورى، فقد أردوغان أى حجج للتواجد وبدا عداونه على شمال سوريا، يهدف إلى دعم بقايا داعش، وظهر هذا فى توجيه القصف نحو السجون التى يتم فيها التحفظ على ما يقرب من 12 ألف مقاتل داعشى أجنبى على الأقل، وحاول أردوغان تقديم كذبة جديدة بأن اتهامه بمحاولة تحرير داعش هو محاولة لاستفزاز الغرب وتخويفه .
الرئيس التركى عجز عن تبرير علاقاته بداعش وتورطه فى التعاون معه فى سرقة بترول سوريا والعراق وتهريبه باتفاق بين داعش وبلال أردوغان، وبالتالى فإن العدوان التركى هدفه حماية الإرهاب ومنحه قبلة الحياة وليس مواجهته.
أما الكذبة الثالثة التى قدمها أردوغان لتبرير الغزو، فهى إقامة منطقة عازلة لاستيعاب اللاجئين بينما ساهم الغزو فى إنتاح ما يقرب من نصف مليون لاجئ جدد، فضلا عن آلاف القتلى والجرحى، ثم إن أردوغان استخدم اللاجئين السوريين بشكل ثلاثى، فقد حصل على مليارات من المنظمات الدولية بدعوى استيعاب اللاجئين ولم يتوقف عن ابتزاز الغرب بموضوع اللاجئين واستخدمهم فزاعة يهدد دائما بإطلاقهم، وتقديم نفسه باعتباره هو المانع لتدفق اللاجئين إلى وأوروبا، بالرغم من أنه كان لاعبا أساسيا فى إنتاج ظاهرة اللجوء، حيث أدت الحرب التى لعب فيها أردوغان دورا فى إنتاج ما يتجاوز المليونى لاجئ سورى.
ثم إن دخول الجيش العرى السورى على الحدود والاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية يسقط حجج أردوغان فيما يتعلق بحماية اللاجئين، حيث يمثل العدوان التركى عائقا أمام الخل السياسى، ويضاعف من مأساة اللاجئين.
الكذبة الرابعة التى أعلنها أردوغان لتبرير الغزو والعدوان على سوريا محاولته الرد على إدانة الجامعة العربية للعدوان، حيث زعم أردوغان أنه وكيل القضية الفلسطينية وأن موقفه أحد أسباب إدانة العدوان، طرح الرئيس التركى هذا بينما يتعاون عسكريا واقتصاديا وصناعيا من الاحتلال الإسرائيلى، ثم إنه أخد الأطراف الداعمة للصراع الفلسطينى - الفلسطينى.ومعه قطر التابع والممول لمغامرات أردوغان الفاشلة طوال 7 سنوات.
أما الحجة المضحكة الخامسة التى يسوقها الرئيس التركى لتبرير العدوان ومواجهة الإدانات الدولية والإقليمية، فهى ما طرحه أردوغان بأن إدانة أوروبا للغزو التركى سببه أن تركيا مسلمة، وهى حجة يحاول فيها أردوغان مداعبة المشاعر الدينية، بينما هو فى الواقع يحارب المسلمين والمسيحيين، والإيزيديين وعمليات الخطف والسبى بأيدى داعش.
وتأتى الكذبة السادسة وهى محاولة أردوغان اتهام أوروبا بمعاداته، بينما هو شريك لحلف «الناتو»، وقد استمر طوال سنوات يخدعهم ويبتزهم حتى اكتشفوا علاقاته بالإرهاب، فانقلبوا عليه.
أما الكذبة السابعة فهى إطلاق اسم الجيش المحمدى على قوات الغزو، وهى إساءة للإسلام، وإعادة إنتاج شعارات داعش ومحاولة استقطاب المزيد من المهاويس والتكفيريين، وتقديم نفسه كوكيل حصرى للإسلام، بينما يمارس أكثر المذابح المعادية للدين والقانون والمبادئ الإنسانية.
أما الكذبة الثامنة لأردوغان فهى إطلاق اسم «نبع السلام» على عملية إبادة جماعية ضد السوريين والأكراد، والأفضل أن يكون اسم العملية «نبع الدمار».
أردوغان شريك لحلف شمال الأطلنطى «الناتو»، ولديه قواعد أمريكية وأطلسية وعلاقات مع إسرائيل، وحصل على ثمن حروبه ويصعب تصديق مزايداته حول الإسلام أو القضية الفلسطينية، لأنها مجرد شعارات لتبرير العدوان، سبق وأن صدقها الغرب والدول التى تدين العدوان اليوم، ويبدو الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عاجزا عن تسويق أكاذيب سبق له، وإن استخدمها، لكنها فقدت تأثيرها بعد فضح علاقات أردوغان من الإرهابيين وتجار الحرب.