مثل أكثر من 30 مليون مواطن مصرى، أمتلك حساب عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أتصفحه يوميًا وأنشر "بوستات" وأتفاعل مع "بوستات" الآخرين سلبا أو إيجابًا، وأتابع أخبار بعض الأهل والأصدقاء ممن يمتلكون حسابات شخصية عليه، وربما كان "الفيس بوك" سببًا فى معرفة مرض هذا فأدعو له وأعوده أو زواج ذلك فأبارك له، أو وفاة أحد أقارب آخر فأعزيه.
يعتبر "فيس بوك" أهم وأول مواقع التواصل الاجتماعى والأكثر استخدامًا على مستوى العالم بشكل عام، وفى مصر بشكل خاص، فوفقًا لتقرير أعده جهاز التعبئة العامة والإحصاء، قبل أشهر قليلة، بالتعاون مع اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة، تصدرت مصر دول المنطقة العربية، في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك، وتويتر".
وبحسب التقرير فإن عدد تغريدات المصريين على "تويتر" وصل إلى 2.9 مليون تغريدة يوميًا بنحو 2013 تغريدة في الدقيقة الواحدة، وبنسبة 18% من جملة التغريدات بالمنطقة العربية التى تبلغ 27.4 مليون تغريدة فى اليوم، فيما تجاوز عدد مستخدمى "فيس بوك" فى مصر 34.5 مليون مستخدم، وأن نسبة الشباب المستخدمين فى سن أقل من 30 عام، تصل إلى 65.8% من إجمالى المستخدمين، يزيد فيهم الذكور عن الإناث.
هذه الأرقام والاستخدامات اليومية تكشف حجم وأهمية الفيس بوك وخطورته فى الوقت نفسه، فليس جميع مستخدمى "الفيس بوك" يستخدمونه للأسباب التى أنشأ لأجله، فمثلا نجد من يستخدمه فى تصفية الحسابات مع الآخرين وتوجيه السباب لهم أو نشر المشاكل العائلية وأسرار المنازل وربما إفشاء أسرار بين الزوجين على الملأ، والخوض فى الأعراض والشرف.
أتعجب كثيرًا حينما أرى منشورات "تصفية حسابات"، وتبادل السباب والشتائم علنا أمام أعين الناس على "فيس بوك"، كيف يرضى إنسان على نفسه أن يفضح أخاه علنًا أمام الناس؟!، وكيف لزوجة توجه اللوم والشتائم لزوجها وأهل زوجها أمام بقية الأصدقاء والأهل؟!.. وكيف لفتاة تتباهى بأنها هى من تركت خطيبها لأن أهل كذا وكذا .. أو العكس ؟... أين من نحن من قول الله تعالى "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"؟!.
الغريب أن الكثير يتفاعل مع هذه الفضائح ويشعلها أكثر وأكثر مجاملة لصديقه "المظلوم من وجهة نظره" دون أن يستمع لوجهة النظر الأخرى أو حتى تهدئة صديقه هذا ومحاولة نصحه بالبعد عن تصفية الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعى، بل إن الكثير يتفاعل مع فضائح لأناس لا يعرفهم فى الأساس مثلما حدث فيما نشرته إحدى الفتيات عن سبب فسخ خطبتها وترك خطيبها لها فى قاعة الفرح وأخذ التورتة والتى اشتهرت بواقعة "مصطفى أبو تورتة"، وواقعة تبرع فتاة لزوجها الذى يكبرها سنًا بجزء من كبدها لإنقاذه من الموت ورغم ذلك تركها بعد تماثله للشفاء وتزوج بغيرها.