كتبت مقالًا يوم 25 يونيو الماضى، تحت عنوان «باى باى أردوغان.. أهلًا أكرم إمام أوغلو رئيسًا لتركيا».. أكدت فيه أن الشعب التركى، أصابه الإحباط واليأس من سياسة رجب طيب أردوغان وحزبه الإخوانى، وفشلهم الذريع، وأفكارهم البالية القائمة على افتعال المشاكل والتدخل فى شؤون الغير، ودعم التنظيمات والجماعات الإرهابية، وكراهية الحداثة والمدنية، والعجز فى مواجهة الانهيار الاقتصادى، لذلك قرروا توجيه ضربة موجعة لحزب العدالة والتنمية الإخوانى فى انتخابات البلدية عندما أسقطوا مرشح الحزب، واختاروا أكرم إمام أوغلو، رئيسًا لبلدية إسطنبول، المعقل الرئيسى لرجب طيب أردوغان وإخوانه.
وأكدت أن هناك مقولة تاريخية مفادها من يحكم إسطنبول، يحكم تركيا، كونها المدينة الأكبر والأهم إذ يبلع عدد سكانها تقريبًا 16 مليون نسمة، منهم 10 ملايين يحق لهم التصويت فى الانتخابات المختلفة وتمثل ثقلا سياسيا واقتصاديا كبيرا، ومن ثم فإن خسارة حزب العدالة والتنمية للانتخابات المحلية، مرتين متتاليتين، يمثل زلزالًا سياسيًا مدمرًا تجاوزت قوته 20 درجة بمقياس ريختر.
وخلال الساعات القليلة الماضية، فوجئنا برئيس حزب الشعب الجمهورى، أكبر أحزاب المعارضة التركية، كمال كليتشدار أوغلو، يدلى بتصريحات أحدثت زلال قويا فى تركيا وخارجها، عندما أكد أن هناك انتخابات رئاسية مبكرة فى تركيا، وأنه أصدر توجيهاته للمسؤولين والقيادات فى حزبه، بالنزول فى كل أنحاء تركيا لترسيخ هذا التوجه، واستثمار حالة الغضب المتصاعدة للشعب التركى من أردوغان وحزبه، سياسيًا.. وهو ما أبرزته وسائل إعلام تركية، وأكدت أن كليتشدار أوغلو أصدر هذه التوجيهات خلال اجتماع لجنة الإدارة المركزية للحزب الذى يتزعم المعارضة فى البلاد.
ما أدلى به «كليتشدار» تطور مذهل، خاصة أنه أعلن منذ أسابيع أن هناك حالة غليان فى الشارع التركى، وتوقع بحدوث ثورة أطلق عليها ـ«موجة القاع».. موضحًا أن معظم الشعب التركى يعانون فى ظل أزمات تطحن عظامهم، بينما أهل القصر الرئاسى يعيشون فى حياة بذخ ونعيم.. ومؤكدًا أن الأتراك يدركون جيدًا أن حزب العدالة والتنمية الحاكم بات عاجزًا عن إدارة بلادهم، ومن ثم يجب التحرك لإجراء انتخابات مبكرة.
تصريحات «كليتشدار» تتوازى مع ما يشهده صفوف حزب العدالة والتنمية الإخوانى، من انشقاقات واستقالات، أبرزها استقالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو الشهر الماضى، واستقالة نائب رئيس الوزراء الأسبق على باباجان، وسعيهما الحثيث لتأسيس حزبين جديدين منافسين للحزب الحاكم يُنتظر أن يعلنا عنهما قريبًا.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن حزب العدالة والتنمية الإخوانى، خسر ما يزيد عن 60 ألفًا من أعضائه خلال الشهرين الماضيين فقط، سخطًا وغضبًا من سياسات رجب طيب أردوغان التى أدخلت البلاد فى نفق مظلم، واتخذ من جيرانه وعدد من الدول الصديقة أعداءً، ما عرض مصالح تركيا للخطر..!!
وأشارت التقارير الإعلامية، بجانب ما يدور فى كواليس أحزاب المعارضة، وتوقعات معظم الخبراء والمتابعين للشأن التركى، أن أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، سيكون رقمًا صحيحًا وفاعلًا وقويًا، فى معادلة السياسة التركية، وأنه المرشح الأقوى لانتزاع مقعد الرئاسة التركية من بين أنياب أردوغان وحزبه الإخوانى.
الأيام المقبلة ستكشف أى السيناريوهين الذى سيطبقه الشعب التركى، سيناريو «ثورة القاع» أم سيناريو «انتخابات رئاسية مبكرة»..؟!