لا يغيب بانكسى أبدا عن الأحداث الكبرى التى تجتاح العالم، وها هى أعماله تظهر فى هونج كونج، أكثر من 70 منحوتة ومطبوعة ومقاطع الفيديو وصور فوتوغرافية تم تجميعها من مجموعات خاصة، بما فى ذلك صورة شاشة لصورة "فتاة مع البالون"، والتى تم تدميرها ذاتيًا خلال مزاد سوثبى العام الماضى.
و كنت دائما أتساءل ما الذى يريده بانكسى من العالم؟ ولنا أن نعرف أن «بانكسى» فى كل أعماله التى تحظى بمتابعة كبيرة جدا، يعبر عن رأى العامة فى السياسيين ورجال المال وأصحاب النفوذ بأسلوب فنى مميز.
لا أحد على وجه التحديد يعرف من هو «بانكسى» وما اسمه الحقيقى، لكن الكشف عن شخصيته يكاد يكون الحدث المكرر طوال الوقت، فصحيفة «ميل أون لاين» عام 2008، ذهبت إلى أن اسمه الحقيقى هو روبن بانكس، وكان يعمل قبلها جزاراً، وآخرون يقولون إن عائلته تجهل أنه يملك وجهاً خفياً بصفته فناناً، ومنهم من يذهب إلى أبعد من ذلك، ليقول إن «بانكسى» ليس إلا مجموعة من الفنانين.
وفى سنة 2016 قام مجموعة من الأكاديميين والباحثين بتتبع أعمال «بانكسى» ومقارنتها للوصول إلى شخصيته الحقيقية، مستخدمين أسلوب البحث عن المجرمين، من خلال تقنية «التشخيص الجغرافى»، التى تستخدم عادةً فى الكشف عن الجرائم، وذلك من خلال البحث ودراسة المواقع، فقد اختار العلماء 140 عملا عائدا لهذا الرسام فى شوارع لندن وبريستول، شكلت مجموعات اتضح أنها ترتبط ببارات وملاعب لكرة القدم وبعناوين منازل سكن فيها الرسام أو زارها مرات كثيرة، وتوصلوا إلى أن «بانكسى» هو روبين كانينهام خريج إحدى المدارس الخاصة فى بريستول.
الشرطة والسياسيون هم أكثر الذين يعانون من «بانكسى» طوال الوقت تخرج علينا بأخبار القبض عليه، متلبساً بجريمة التلوين، بعد نصب كمين له أو مراقبة المنطقة التى يرسم فيها، ليتبين بعدها خطأهم، ومن جملة أخطائهم أنهم قبضوا عام 2015 على فنان بجوار جدارية بانكسى، مؤكدين هويته، وذلك بسبب وجود قلم تلوين فى جيب الشاب ريتشارد بفايفر، الذى كان برفقة خطيبته، قبل أن يتبين خطأهم.
ومن أبرز الجداريات التى أبدعها بانكسى «وثيقة حمار» فى بيت لحم، التى يصور فيها حماراً واقفاً، وعسكرياً يتفحص وثيقته الثبوتية، وكان «بانكسى» قد رسمها عام 2007، قرب حاجز يفصل الضفة الغربية عن إسرائيل.