مهما حاولت مرارا وتكرارا لن تفهم الغرب أبدا، فى اللحظة التى تكاد تصل فيها إلى يقين ما يتبخر كل ذلك، تقول هم محرضون ومتآمرون فتجد بعض التصرفات الإنسانية، فتقول هم إنسانيون لكن تصدمك القسوة، تقول منصفين فتجد ظلما واضحا، تقول هم يفهمون فى الأدب فتفاجأ بمنحهم جائزة كبرى لعلاء الأسوانى.
ليس بينى وبين علاء الأسوانى أى شيء شخصي، لا أحبه ولا أكرهه، لكنى قرأت له، لم أستسغ "عمارة يعقوبيان" لكننى فهمتها، وفهمت قصده من ورائها، وكيف آثر التنوع فى الشخصيات على الفن الخالص، لم أعد لقراءتها مرة ثانية، ولم أشعر ذات مرة برغبة فى استعادة جملها أو تذكر مقولاتها، إن وجدت.
وقرأت له شيكاغو وأعجبتنى، لأنه رسم الشخصيات بشكل جيد، وجعلنى بعد انتهاء العمل متعلقا بشخصية ناجى عبد الصمد وما جرى له.
وعندما صدرت رواية جمهورية كأن، حاولت أن أقرأها، لكننى توقفت بعد الفصل الثانى، لم أجد فيها سوى لغة مكررة وشخصيات نمطية، لم تقدم جديدا، لذا توقفت عن قراءتها.
وفاجأتنى فرنسا عندما منحت هذه الرواية جائزة مهمة هى جائزة أوديبرتى AUDIBERTI، وهى من أهم الجوائز الأدبية فى فرنسا وتحمل اسم الأديب الفرنسى الكبير "JACQUES AUDIBERTI"
هذا الفوز يؤكد أن الغرب يريد من الشرق أن يظل فى دائرة مغلقة من التفكير ومن الإبداع، فيمنح أدبه غير المميز جوائز أدبية، لأنه يعرفها فقط، ولا يلزم نفسه بالبحث عن أخرى مميزة، وربما الغرض من المنح سياسيا فقط.