"ياليت بني سعد تسعد بضياء من نور محمد، قد جاء وليدا يتهدهد واسترضع فينا وترشد، واليوم لئن نسلم نسلم، ياريت بني سعد تعلم بمقام محمدنا الاكرم صلى الله عليه وسلم"، هكذا غنت سعاد محمد، لأفضل خلق الله كلهم في فيلمها الأشهر "الشيماء".
تحل ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، لنستلهم الدروس المستفادة والعبر والقصص من حياة النبي، منذ نعومة أظافرة وهو طفل مُطيع محبوب للجميع، وكيف تعرضت حياته في بدايتها لاختبارات قاسية، بقدومه للدنيا دون أب، ووفاة والدته وهو ابن السادسة، ثم وفاة جده عبد المطلب الذي تولى رعايته، ليذهب لكنف ورعاية عمه أبو طالب ويتربى بين أبنائه.
نتعلم من حياة "محمد" الصدق والأمانة، وكيف رشحته هذه الصفات الحميدة للزواج من خديجة، وصبره في بداية الدعوة وتحمل الألم والأذى من الكفار وعلى رأسهم أقاربه، لكنه نجح في تحويل الألم لأمل، بحديثه دوماً مع أصحابه عن الفتوحات اللاحقة و"نصر الله والفتح."
تحل ذكرى ميلاد الحبيب، ومجتمعنا في حاجة ماسة للاقتداء به، والعودة للقيم الحميدة والأخلاق الرفيعة التي هجرها مجتمعنا، وباتت في طي النسيان، ولنتذكر وصاياه بالتواصل والتراحم والترابط، بعدما أفسدت السوشيال ميديا حياتنا الاجتماعية وقضت على صلات الرحم.
كنت أحد هؤلاء الذين مَن الله عليهم بالوقوف بين حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وقراءة الفاتحة له أمام قبره الشريف في عدة زيارات لمسجده النبوي، حيث شعور غريب يخالط النفس ويزيح الهم ويفرج الحزن، وسعادة تداعب القلب وراحة نفسية تسيطر عليك، وأنت تقف أمام قبر سيد الخلق كلهم.
ونحن بصدد الاحتفال بذكرى مولد محمد صلى الله عليه وسلم، أحيوا ميلاده باتباع سنته، وبالتحلي بقيم الصدق والأمانة والشرف، واتباع وصاياه بزيارة المرضى وصلة الأرحام.