تعويذة لإعادة الروح للجسد!
***
«يا أيها الذى يصحب أرواح الأحياء
يا أيها الذى يمزق الظلال
يا جميع من هم خلف الأحياء
أحضروا روح الأوزيريس .....
أدخلوا روحه إلى جسده وإلى قلبه
زودوا روحه بجسده وبقلبه
أحضروهما إليه!»
ويستطرد...
«إنك تخرج بالنهار، وتستمتع بإشعاعه
وتفتح من أجلك أبواب العالم الآخر.. المزدوج
وتحطم من أجلك أبواب المملكة الخفية»
- كتاب الموتى -
***
كلما قرأتها انتابتنى تلك الأحاسيس المتضاربة..
المتصارعه والتى تعتليها دهشة
عدم الفهم.. وانعدام المنطق!
وكأن تلك الكلمات تمجد الفن وتنعى حال السنيما والفنون!
***
السنيما.. هى فن التصوير المسجل بواسطة الصوارة (الكاميرا)
حيث تصبح المادة المصورة متحركة
على الشاشة أمام النظارة
وهى تعنى أيضا «فن إنتاج وإخراج الأفلام» والتى تعرض فى قاعة على شاشات كبيرة للجمهور.. ويطلق عليه الفن السابع
الفيلم.. هو شريط تصويرى أو تسجيلى: خيط من مادة «السيليلويد» تعلوه قشرة جيلاتينية ممزوج بها نيترات الفضة.. يستعمل الشريط للتصوير الشمسى أو الضوئى..
وكان ذلك فيما مضى وقد استبدل الآن بعالم التسجيل «الرقمى» حيث استبدل الآن بما يسمى «هارد ديسك» رقمى لتحميل الصورة الإلكترونية.
واصل كلمة «فيلم» إنجليزية..
حيث كان يستخدم فى الماضى «فيلم الفوتوغراف» أى الصور الفوتوغرافيه الثابتة..
والتى تحولت بعد ذلك إلى صور متحركة..
ومعنى أفلام الفوتوغراف هو
«الطبقه الرقيقة»!
***
صنف «أيتين سوريو» الفنون.. حيث قدم السينما كفن سابع أو
«Senarath art - Septicemia art»، كما سماها الناقد الفرنسى الإيطالى الأصل «ريشيوتو كانودو»
والذى شرح فكرته قائلا:
«لأن العمارة والموسيقى، وهما أعظم الفنون، مع مكملاتهما من فنون الرسم والنحت والشعر والرقص.. قد كوّنت حتى الآن الكورال سداسى الإيقاع، للحلم الجمالى على مرّ العصور».
ويرى «كانودو» أن السينما تجمل وتضم وتجمع تلك الفنون الستّة،
وأنها الفن التشكيلى فى حركة، فيها من طبيعة «الفنون التشكيليّة» ومن طبيعة «الفنون الإيقاعيّة» فى نفس الوقت، ولذلك فهى «الفن السابع».
***
«اليوم تتصدر السينما لتجمع بين الفنون جميعا محققة العمل الفنى المتسق الشامل».. د.ثروت عكاشة
وكانت تلك شهادة هذا الرائد العظيم.. كما كانت تلك قناعته، فكان عصره هو عصر «الرينيساس» فى تاريخ الفنون المصرية والعالم العربى، وعلى رأسها.. «الفن السابع».
ويستطرد الرائع د. ثروت عكاشة:
«… وبعد تحول السينما الصامتة إلى الناطقة والمسموعة، بدأت السينما خطواتها الجبارة فى تجميع الفنون المرئية كلها فى عمل واحد، وأخذت تقدم المسرح رائع التناسق، والموسيقى والفنون التشكيلية، وأصبحت السينما وسيلة إلى بلوغ الكمال لجميع الفنون، كما حطّمت حواجز الزمان والمكان حاملة أروع الأعمال الفنية بين ربوع العالم بما لا يستطيعه فن الأوبرا أو فن الباليه كل على حدة!».
***
ورغم إطلاق وصف «الفن السابع» على السينما فى العشرينيات، فإن السينما نفسها، لم تحظ بالاحترام!
أو الاعتراف بها كشكل فنى إلا بعد فترة طويلة، وبعد أن استقرت أصولها وقواعدها نتيجة لمساهمات عديدة من فنانين ونقاد حاولوا وضع الأسس النظرية لفن الفيلم.
***
ويعرف المخرج صلاح أبوسيف الفيلم السنيمائى ببساطته المعهوده: «الفيلم هو قصة تحكى على جمهور فى سلسلة من الصور المتحركة».
ويمكن تمييز ثلاثة عناصر فى هذا التعريف:
القصة.. وهى ما يحكى.
الجمهور.. وهو من تحكى له القصة.
سلسة الصور المتحركة.. وهى الوسيلة التى تنقل بها القصة.. للجمهور.
***
والسينما تجارة مربحة، وهى زاد ثقافي، وترفيهي، لجماهير عريضة على مستوى العالم كله.
وهى بحكم كونها فنًا سمعيًا وبصريًا تصل إلى كافة المستويات، الثقافية والاجتماعية، ولذا فهى أداة مهمة من أدوات التغيير الاجتماعى، وتنمية الوعى الثقافى، أو العكس، فيمكن استخدامها كسلاح مدمّر، وأداة طيِّعة من أدوات الإعلام غير الصادق.
وتصبح قوة خطيرة ومضللة تعمل على غرس مشاعر ومعايير سلوكية تحارب الجهود الرامية إلى التخلص من النواقص الاجتماعية، وإرساء الخلق الاجتماعى الصحيح.
«مقتبس من إحدى الدراسات عن السينما»
والواقع أن رواد دور العرض السينمائى
وهم يرون الأشخاص يتحركون، والأشياء تحدث كما هى فى الحياة العادية، لا يعرفون أن هذه الصور، وهذه الأحداث، والأشياء، إنما هى صور ثابتة.. مصورة على فيلم رقيق.. ملفوف حول بكرة!
***
ونختم بكلمات أخيرة من كتاب الموتى: «ويمد الحراس أيديهم أمامهم نحوك».