"من أراد أن يسمع العالم صوته فليتحدث من لندن"، بهذه الجملة بدأ المقاول الهارب محمد على حديثه في مؤتمر صحفى نظمه له موقع Egyptwatch – المدعوم من جماعة الإخوان الإرهابية- من يتأمل معنى هذه الكلمات يستطيع أن يرى بكل وضوح أن صاحب الكلمة لا يجد من يسمعه وأنه ذهب للندن ليجد من يصغى إليه!، ولم لا فهي موطن الجماعة الإرهابية ومأمنهم من الملاحقة الدولية للإنتربول نظرا لعدم وجود اتفاقية لتسليم المتهمين بين البلدين.
استطرد فيما بعد أن وجوده في لندن هو جولته الأولى وليست الأخيرة فمن المقرر حسب زعمه أنه سيتجه للعديد من العواصم الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية لإيصال صوته للعالم الغربي وليس للشعب المصري، وهو ما يكشف كذب ادعاءاته من قبل بأنه مهدد بالاغتيال من النظام المصري، فكيف لرجل كشف صحفى إخوانى أجرى معه حوار – في موقع ميدل إيست الإخواني- صعوبة الوصول إليه وإجراء حوار صحفى معه أن يتحرك بهذه الأريحية وهو مهدد بالموت فيما نفى آنذاك أيضا علاقته بجماعة الإخوان المسلمين أو وجود أحد يدعمه.
وعلى طريق أردوغان في الرد على رفض الدول الأوروبية العدوان التركي على شمال سوريا وتهديده بإرسال الدواعش الأجانب لبلادهم، استرسل المقاول الهارب حديثه عن الأسباب وراء جولاته الخارجية ضد الدولة المصرية، ومن أبرزها ملف سد النهضة، مشيرا إلى أن تهديد الشعب المصري بالعطش سيخلف موجات من المهاجرين المصريين لأوروبا كما حدث من اللاجئين السوريين، بما يمثل تهديدا لمصالح هذه الدول ومن هذا المنطلق عليهم حل أزمة سد النهضة، وكأن الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى تولى مسئولية البلاد في 2014 هو من شجع إثيوبيا على البدء في إجراءات وتنفيذ بناء سد النهضة التي بدأت عقب ثورة 25 يناير 2011.
نأتى لطرح المقاول الهارب الذى طرحه تحت مسمى خارطة إصلاح شاملة لإنقاذ مصر !!، حيث أكد أنه أجرى عدد من اللقاءات برموز القوى الوطنية من مختلف التيارات دون الإفصاح عن أسماء من التقى بهم ، رغم أنه يمكنه أن يقول الجهة التي تنتمى لها هذه القوى دون إعلان أسماء رموزها لإضفاء المصداقية، ثم عاد لينفى صحة حديثه في رده على سؤال صحفى نصه " هل تستطيع أن تسمى القوى السياسية التي تتواصل معها؟ وجاء رده نصا: القوى السياسية اللى هيا المعارضة في مصر!، لتشعر فجأة وكأنك تشاهد فيلم "واحدة بواحدة" للزعيم عادل إمام وميرفت أمين الذى تدور أحداثه حول "صلاح فؤاد" الرجل صاحب العلاقات النسائية المتعددة، والذي يعمل في مجال الدعاية والإعلان وتورطه في الإعلان عن سلعة ليس لها وجود تحمل اسم "الفنكوش"، وتتوالي المواقف الكوميدية في الفيلم، كما تتوالى في مؤتمر محمد على.
معظم الصحفيين الذى حضروا المؤتمر وقاموا بتوجيه الأسئلة لمحمد على أعضاء موالين ونجوم فضائيات الإخوان التي تبث من تركيا، فضلا عن قناة الجزيرة القطرية المعروفة بعدائها ضد الدولة المصرية والتي نقلت منفردة دون غيرها المؤتمر على الهواء مباشرة.
استطرد المقاول الهارب في معرض حديثه وإجاباته على الصحفيين الإخوان أنه سيتم عمل استفتاء على برنامج يعده باحثين وخبراء من مختلف التخصصات يستفتى عليه الشعب المصري لتغيير نظام الرئيس السيسي بشكل ديموقراطى!، وأضاف أن التصويت سيتم عبر منظمة عالمية محل ثقة تعلم جيدا كيفية إدارة هذه الموضوعات ولكن الاستفتاء لن يكون داخل مصر بل خارجها!!، وفى ذلة لسان نطق بالحق دون أن يقصد قائلا: "سيتم هذا عن طريق اللجان الإلكترونية"، ثم تدراك فعلته قائلا: أقصد أنها ستتم بشكل إلكترونى، وحينما سأله صحفي عن آليات التصويت في الاستفتاء قائلا: "كيف يمكنك أن تتأكد من مصداقية هذا الإجراء خاصة أنه يمكن لغير المصريين التصويت بما يوحى أن هذا الاستفتاء مؤامرة؟، وجاء رد المقاول نصا: سؤال جميل جدا بس أنا مش عارف ده هيتم إزاى وانا هسيب ده لأهل الخبرات وممكن يحصل اختراق بس ما عندناش حل تانى وانا متخوف جدا أنه يحصل لعب في الاستفتاء".
وفى معرض حديثه عن جماعة الإخوان الإرهابية أيضا قال أنه لم يكن يعلم من هم الإخوان المسلمين قبل 2011، ثم قال أنه احتك بهم جميعا وليس أحدهم كما تحدث معها وهم على قدر كبيرا من الاحترام، فمن أين إذا أتت هذه الثقة المفاجأة وهو لم يعرفهم من قبل، وهل شاهد المقاول الهارب تهديدات قيادات الجماعة الإرهابية المحترمين كما يصفهم على منصة اعتصامى رابعة والنهضة وهم يهددون بإشعال مصر وإراقة الدماء.