لم تقتصر أعمال السحر والدجل والشعوذة على دسها فى المقابر، وإنما قرر المشعوذون تطويع التكنولوجيا الحديثة والمتطورة لصالح عملهم الإجرامي، عن طريق إنشاء صفحات على الفيس بوك متخصصة فى الدجل والشعوذة.
وعلى طريقة "البيضة والحجر" بدأ الدجالون استقطاب الزبائن من السوشيال ميديا، زاعمين قدرتهم على جلب الحبيب وحل مشاكل العنوسة، وزواج الفتيات فى أقرب وقت، وفك المربوط، وزيادة الرزق، فضلاً عن القدرة على الانتقام من الخصوم، خاصة بين السيدات والإنتصار على الحموات أو العكس، وغيرها من العروض الواهية للمشعوذين.
واستخدم الدجالون صفحات عديدة للترويج لأعمالهم واستقطاب الزبائن، على طريقة ما يطلق عليها "أم خديجة المغربية"، حتى تبارى البعض عليهم للتعامل معهم، أملاً فى حل مشاكلهم أو الانتقام من خصومهم.
"الشات" كان وسيلة المشعوذين للتعامل مع الزبائن، والاتفاق على الأموال أو "البركة" كما يطلقون عليها، وذلك من خلال تحويل الأموال لهم، أو منحهم أرقام "كروت شحن" لهواتف محمولة، فالأهم الحصول على الأموال بأية وسيلة وطريقة.
هذه الصفحات الإجرامية، التى تستخدم الجريمة الإلكترونية، وتجمع الأموال من الناس بالباطل، لم تكن بمنأى عن أعين الشرطة، التى تلاحق دوماً مثل هذه الجرائم من خلال مباحث الإنترنت، حتى نجحت خلال أسبوع واحد فى ضبط 124 قضية متنوعة بينها "سحر ودجل وشعوذة".
بالتأكيد، الأشخاص الذين يلجئون للسحر والشعوذة ضعاف النفوس أعمى الغل والحقد قلوبهم، فلجئوا للسحرة والدجالين أملاً فى حل مشاكلهم أو الانتقام من غيرهم، دون النظر لاعتبارات دينية أو أخلاقية، فالأهم تحقيق المراد مهما كانت الوسائل.. استقيموا يرحمكم الله.