إنجاز فريد من نوعه يتحقق لأول مرة فى تاريخ الكرة المصرية وسيبقى مخلدا باسم أصحابه أبد الدهر.. نعم إنها أول مرة ينجح فيها منتخب أولمبي وطني في الظفر بلقب أمم أفريقيا تحت 23 سنة.. وها هم أبناء شوقى غريب يكتبون المجد بالفوز على كوت ديفوار فى المباراة النهائية بنتيجة 2/1 بعدما سبقوا بحجز تذكرة التأهل إلى أولمبياد طوكيو 2020.
لم يكتف المنتخب الأولمبى بحصد اللقب والتأهل للأولمبياد وفرض رجاله سيطرتهم وقبضتهم على القارة السمراء من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، بحصد جميع جوائز البطولة (أحسن لاعب ـ رمضان صبحى ) (الهداف ــ مصطفى محمد) (أفضل حارس ــ محمد صبحى)، ويا سلام بقى على الجائزة الأخيرة التى حصدها منتخبنا (اللعب النظيف)، والتى تعبر عن اكتمال صورة الفريق الأولمبي بالجمع بين الأداء القوى والنتائج المميزة، مع الالتزام بالروح الرياضية مع المنافسين داخل الملعب.
إنه إنجاز لم يأت من فراغ إنما نتاج جهد وتضحيات كبيرة بذلها جميع لاعبي المنتخب الاولمبي وجهازهم الفني بقيادة شوقي غريب حتى الدقيقة الأخيرة من البطولة، وكان التفانى وإنكار الذات والعمل على قلب رجل واحد أهم العوامل التى كللت جهود وتعب الجميع بالوصول إلى منصة التتويج القارى وسبقه الوصول إلى طوكيو، وتحقيق رقم قياسى في التأهل للأولمبياد للمرة 12.
- النعيم لا يدرك بالنعيم ولا لذة لمن لا صبر له
هذا ما ينطبق على الفراعنة الصغار سنا الكبار مضمونا، فهم عانوا الكثير والكثير من أجل إدراك النعيم الذى يعيشونه فى تلك اللحظات إزاء ما حققوه بالتفوق القارى والتتويج بلقب غالٍ، أسعدوا به الجماهير المصرية العريضة المتعطشة للفرحة، وذاقوا لذة الانتصار بصبر وعزيمة الرجال الأشداء ممن يظهر معدنهم الأصيل عند الشدائد، متجاوزين أى عقبات سلبية قابلتهم فى طريق الوصول إلى منصة التتويج.. ويكفى مشهد النهاية بعد نجاح المقاتل رمضان صبحى فى تسجيل هدف الفوز فى الدقائق الأخيرة وبكائه من شدة الفرحة وشعوره بتحمل مسئولية نقل البهجة والسعادة لكل المصريين فى دلالة على طبيعة هذا الجيل من اللاعبين الرجال.
- من آثر الراحة فاتته الراحة
المنتخب الأولمبى لم يكن أبدا لاعبوه ممن آثروا الراحة في فترة الاستعداد والتجهيز لخوض المعترك الأفريقي، وبالتالى لن تفوتهم الراحة عقب إتمام المهمة الشاقة بالتأهل إلى الأولمبياد والفوز ببطولة أفريقيا.. والآن عليهم أن ينعموا بالراحة ولنعتبرها استراحة محارب فى انتظار دفاعهم عن ألوان مصر فى طوكيو 2020، ومواصلة المجد بالمنافسة القوية على اللقب العالمى.
وجاءت ليلة الجمعة لتكون مسك الختام وإثبات الجدارة والاستحقاق بالوصول إلى منصة التتويج واللعب مع الكبار عالميا.. وقدم اللاعبون أداء على أعلى مستوى، وفرضوا سيطرتهم على أغلب أوقات المباراة، حتى وقت المحنة الذى شهد تعادل الإيفواريين والوصول لأشواط إضافية لم يساورهم الشك فى التتويج لثقتهم فى جينات الرجولة المتأصلة فى نفوسهم، التى تساعدهم دائما أن يكونوا مرفوعى الرأس أمام العالم أجمع.
شباب الفراعنة كانوا عند حسن الظن وفى المعاد لإسعاد الملايين من جماهير الكرة المصرية، سواء الذى ملأوا مدرجات استاد القاهرة الذى ظهر فى أبهى صوره، فضلا عن الملتفين حول شاشات التليفزيون ليفرح الجميع بهذا المنتخب الصاعد الواعد.. ويا رب كتر أفراحنا.