الفترة الأخيرة - خاصة بعد عام 2014 وهى الفترة التى تولى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى مسئولية حكم البلاد - شهدت اهتماما كبيرا بالشباب وتأهيلهم فى مختلف المجالات، حتى يكونوا قادرين على تولى مناصب قيادية وتنفيذية وكذلك فى المجال السياسي والأحزاب، فلا شك أن تجربة الأحزاب التى تتولاها شباب أحدثت تغييرا فى الحياة السياسية داخل مصر، النواب الشباب داخل مجلس النواب من الممكن أن نقول عنهم أنهم خير دليل على قدرة الشباب على التمثيل الجيد.
كما أن المنتدى العالمى للشباب، والمؤتمر الوطنى للشباب، ساهما فى إتاحة الفرصة للشباب فى التعبير عن آرائهم، والاستماع لمقترحاتهم وأفكارهم، وخاصة نماذج المحاكاة التى تم إعدادها ، بالإضافة إلى أن البرنامج الرئاسى للشباب والذى كان نتاجا لمؤتمرات الشباب، استطاع أن يعد كوادر شابة حقيقية وتأهيلها لتولى مناصب بمختلف المجالات.
ولا شك أن تجربة اختيار نواب للوزراء والمحافظين، ومعاونين أيضا، تجربة أثبتت نجاحها فى عدد كبير من الوزارات، منها الإسكان ، والتخطيط، والاتصالات، والاستثمار وخلافه، هذه التجربة، أثبت أن هؤلاء الشباب لديهم قابلية حقيقية لإحداث فارق كبير، وأثبتوا أنهم على قدر المسئولية، رغم أن الاعتماد على الشباب كان فى العهود والحكومات السابقة غير معترف به بحجة عدم الخبرة.
أكثر من نموذج فى الوزارات والمحافظات شهد لهم الجميع بالكفاءة، ومنهم الدكتور وليد عباس، معاون وزير الإسكان لقطاع التخطيط والمشروعات، والذى كان له دور كبير فى هيئة المجتمعات العمرانية، وتم إسناد له ملفات كبرى، كانت تسند لنائب وزير يحمل درجة وكيل وزارة، ومنها برنامج التخصيص المباشر للمستثمرين، وقدرته على استقبال كبار المطورين وإقناعهم بسياسة الوزارة، وهو ما ساهم فى أن الهيئة استقبلت أكثر من 1500 طلب من كبار الشركات والمستثمرين سواء داخل مصر أو خارج مصر أملا فى الحصول على أراضى، كما أن هناك أمثلة ونماذج أخرى فى مختلف الوزارت.
الاستعانة بنواب للمحافظين من الشباب بمثابة تغيير للدماء، وفرصة حقيقة لهؤلاء الشباب لتولى مناصب كبرى، فى فترة قصيرة، وربما لا تمانع القيادة السياسية من اختيار هؤلاء الشباب محافظين فى أقرب حركة تغيير للمحافظين، ولكن بشرط أن يكونوا على قدر المسئولية ويثبتوا ذلك، وأنا على يقين كامل بأن هؤلاء الشباب تم اختيارهم بعناية وبناء على معايير ومواصفات وشروط عالمية، حتى يكونوا هؤلاء الشباب قدوة لغيرهم خلال الفترة المقبلة.