بحثًا عن عودة السطوة على الأميرة السمراء الغائبة عن مصر منذ ست سنوات يستهل الأهلى والزمالك قطبا الكرة المصرية، مشوارهما فى دور المجموعات بدورى أبطال أفريقيا خارج الديار، وستكون البداية اليوم للأحمر مع النجم الساحلى وغدا الزمالك أمام مازيمبى الكونغولى.
ست سنوات كاملة واللقب الأفريقى الأغلى غائب عن خزائن الفرق المصرية منذ أن ظفر الأهلى بالبطولة نوفمبر 2013 على حساب أورلاندو الجنوب أفريقي ليصل إلى اللقب الثامن فى تاريخه (الأكبر فى القارة) ومن يومها وهو يبحث عن النجمة التاسعة، فيما كان أخر تتويج للزمالك عام 2002 ليتوقف عدد ألقابه عند البطولة الخامسة.
فهل يفعلها الأهلى أو الزمالك بعد غياب طويل؟ ونستغل الانتعاشة الكروية التى فرضها المنتخب الأولمبى بالتأهل إلى أولمبياد طوكيو والفوز ببطولة أمم أفريقيا تحت 23 سنة، ومعها تعود راية مصر ترفرف على عرش القارة السمراء ونعود من جديد للمشاركة فى كأس العالم للأندية، حيث تجتمع القوى الكروية الكبرى عالميا وننافس أعتى وأكبر الأندية فى الكرة الأرضية.. كلها أمنيات حالمة ولكن على أرض الواقع هناك عقبات تقف فى طريق القطبين نحو اللقب الأفريقي!.
الفرق الأفريقية باتت مختلفة عن ذى قبل وأصبحت أقوى واغنى لينفتح صراع التتويج الأفريقي على مصراعيه أمام الجميع دون ترجيح كفة فريق على آخر في ظل تقارب المستوى وانهيار نغمة السيادة القارية لأى فريق مهما كان يملك من التاريخ والخبرات الكثير، ومنذ سنوات ونحن فى أفريقيا لا نرى أى فوارق بين فريق كبير وأخر صغير.
الأهلى يدخل مواجهة النجم الساحلى وهو فى أعلى مستوياته منذ تولى السويسرى فايلر قيادة الفريق، فضلاً عن حالة التألق الكبيرة التى يحياها أغلب لاعبيه، إلا أن ذلك كله ليس مقياسًا على ضمان الفوز خصوصا وأنه يواجه فريق صعب المراس يملك قاعدة جماهيرية عريضة تمثل نقطة قوة إضافية تصب لصالحه.. لذا سيكون فوز الفريق الأحمر بداية مثالية نحو مشوار التتويج ولما لا وهو يأتى على حساب أقوى منافسيه فى المجموعة.
الزمالك يخوض مواجهة مازيمبى السبت والرهان على اسمه الكبير فى القارة السمراء وسط ظروف تبدو سيئة على المستوى الفنى إزاء اهتزاز نتائجه فى الدورى المحلى وتعرض مدربه الصربي ميتشو لسيل من الانتقادات التى تقلل من امكانياته الفنية، فضلاً عن أزمة مرتبطة بأهم لاعبيه طارق حامد مع إدارة النادى.. وهى كلها ضغوط تزيد من صعوبة المباراة أمام مازيمبى الذى يعيش نشوة احتفالات مرور 80 عاما على تأسيسه بحضور رئيس الفيفا انفانتينو ورئيس كاف أحمد أحمد ويأمل أن تكتمل الاحتفالات بالفوز على بطل مصر فى أول مباراة على ملعبه بعد تجديده على الطريقة الإنجليزية، وظهور الملعب بهذا الشكل الجمالي يعد ميزة للزمالك الذى يجيد اللعب على الأرضية الجيدة حتى ولو خارج أرضه.
*هانى سعيد يتولى منصب المدير الرياضي فى نادى بيراميدز.. خير يستحق الاهتمام سواء على مستوى المنصب الذى يطبق لأول مرة فى الأندية المصرية أو على مستوى شخص من يتولاه والذى يعطى المنصب نفسه قيمة إضافية .. فهو أحد أهم اللاعبين فى مركز الدفاع فى تاريخ الكرة المصرية.
هانى سعيد الحاصل على أمم أفريقيا عامى 2008 و2010 رغم عدم حصوله على حقه الإعلامي والجماهيري، إلا أنه سيبقى أحد الأسماء المؤثرة فى مركز المدافع الذي كان يؤدى مهامه بحرفية عالية المستوى تشبه إلى حد كبير فطاحل الدفاع فى الكرة العالمية، وغير من مفاهيم اللاعب المدافع ، بالإضافة إلى اسلوبه الاحترافى فى التعامل مع أى ناد لعب له فى مسيرته سواء داخل أو خارج مصر عندما بدأ مشواره بالاحتراف في ايطاليا، وكذلك الاخلاق الدمثة التى كانت تميز علاقته مع منافسيه قبل زملائه.
هانى سعيد شكرًا على ما فات من مسيرة طويلة تصدرها العطاء والتفانى فى مشوارك مع الساحرة المستديرة وبالتوفيق فى القادم وتقديم بصمة تساعد باقى الأندية على تطبيق منصب المدير الرياضي (الاحترافى) الذى تتبعه أغلب الأندية فى الدوريات الأوروبية الكبرى.