حذرنا فى أكثر من مقال منشور فى هذه المساحة من أطماع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فى غاز شرق المتوسط، وأيضا فى ثروات ومقدرات ليبيا الشقيقة.
ومن بين هذه المقالات، المقال المنشور يوم 27 أكتوبر الماضى، تحت عنوان «أردوغان يعترف رسميا: نتواجد فى ليبيا وسوريا باعتبارهما إرث أجدادنا».. هل فهمتم المخطط..؟!
كشفت فى المقال ما أعلنه أردوغان فى خطاب له الشهر الماضى، أمام منتدى «تى آر تى وورلد» الذى عقد فى إسطنبول، عندما قال: «الأتراك يتواجدون فى ليبيا وسوريا، من أجل حقهم، وحق إخوانهم فى المستقبل».. ثم أردف قائلا: «الأتراك اليوم يتواجدون فى جغرافيتهم احتراما لإرث الأجداد، فهم من نسل «يونس أمره» فى إشارة إلى القاضى العثمانى الشهير..!!
ولم يكتف أردوغان بهذا الطرح الواضح، وإنما قرر التجويد فى الشرح، وإظهار مواهبه وإبداعاته الإجرامية، حيث قال: «تركيا وريث الإمبراطورية العثمانية»، مشيرا إلى سعيه لإحياء ما وصفه بالمجد التركى القديم، وهو بذلك يكشف عن النوايا الحقيقية من وراء الدعم الذى تقدمه أنقرة إلى حكومة الوفاق والجماعات الإسلامية المنتشرة فى الغرب الليبى.
تصريحات رجب طيب أردوغان، الشهر الماضى، حولها إلى واقع خلال الساعات القليلة الماضية، بتوقيع مذكرة تفاهم لاتفاق فى المجال البحرى، مع فايز السراج، رئيس ما يسمى المجلس الرئاسى الليبى، وهو اتفاق وقع عليه من لا يملك ومن لا يستحق، وتناسى فايز السراج، بأن توقيعه على مثل هذه الاتفاقيات، استدعاءً الاستعمار العثمانى من جديد لبلادهم، وفقا لما أعلنه صراحة الرئيس التركى الشهر الماضى بوضوح فى خطاب رسمى، أمام مؤتمر كبير ومهم..!!
أردوغان وبعد انتهاكاته الوقحة فى الشمال السورى، وارتكابه مجازر وحشية ضد الأكراد السنة، بدأ الترتيب للاحتكاك بمصر، عن طريق ليبيا، ومحاولة السيطرة على ثروات الغاز فى منطقة المتوسط، دون وجه حق، معلنًا بشتى الأشكال، الخفى منها والمعلن، أنه بدأ يدق طبول الحرب، وأنه ماضى فى إعادة ما يسمى «إرث أجداده العثمانيين» فى سوريا وليبيا ومصر ثم الخليج، مستغلا جماعات وتنظيمات إرهابية، وخونة لتنفيذ مخططاته..!!
وبات واضحا أيضا أن ظهور «اللص الهلفوت» الهارب فى إسبانيًا، وارتمائه فى حضن جماعة الإخوان، وأتباعهم، هو جزء من خطة أردوغان، القائمة على إشاعة القلاقل فى الداخل المصرى، ومن ثم انشغال مؤسسات الدولة الحامية بالوضع الداخلى، ليحقق أردوغان أهدافه بالتنقيب والسيطرة على غاز المتوسط، فى إعادة لسيناريو بناء سد النهضة، عندما استغلت إثيوبيا الوضع الداخلى بعد حراك 25 يناير 2011، وانشغال مؤسسات الدولة، بالوضع الداخلى فاتخذت خطوات بناء السد، وعندما استيقظ المصريون فى 30 يونيو 2013، أدركوا أنهم وقعوا فى فخ تزييف الوعى، وأكاذيب جماعات وحركات متآمرة، وأن سد النهضة صار واقعا ملموسا.
انتهاك أردوغان للشمال السورى، وسبقها تواجده فى قلب الدوحة، ثم توقيع مذكرة تفاهم مع فايز السراج، إنما يزيل كل لبس، ويفضح كل من يحاول تبرير مواقفه، وتصويره باعتباره منقذ الأمة الإسلامية وداعيا للحرية والديمقراطية والمدافع عن إرادة الشعوب العربية، دون مصالح أو أهداف سياسية، وهى التبريرات التى يروج لها ويؤصلها جماعة الإخوان الإرهابية، وأتباعها..!!
ونقول لأردوغان، وجماعته، وكل «لص هلفوت وممثل فاشل»: العفى لا يستطيع أحد أن يأخذ منه لقمته.. ومصر لديها شعب، وجيش قوى «عفى» قادرين على حمايتها.