:"أنا خفت على العدة ليشيلوها رحت دافع رغم أنى معنديش تليفون" عبارة شهيرة صدرت من الفنان عادل إمام خلال أدائه لأحد مسرحياته الكوميدية والتى أثارت الضحك ومازالت.
ولم يكن من المتصور أن تتحول هذه العبارة إلى واقع حقيقى ولكن هذا ما فعلته شركة الغاز فى حلوان بعد إصرارها العجيب على مطاردتى وإرسال مندوبها لتحصيل فواتير استهلاك غاز لم يكن موجودا بالأساس مع تأكيدها بأنها ستضطر أسفة لقطع الخدمة عن وحدتى السكنية ! كإجراء أولى ثم تحرير محضر ضدى لأنه حق الدولة.
جاء ذلك على لسان مندوبها الذى يجتهد للذهاب إلى الشقة لتحصيل هذه المبالغ رغم تنازلى عن الشقة السابقة لمالك العقار وقيام الأخير بتأجيرها لسكان آخرين.
ورغم محاولات المستأجرين الجديد أقناعه بأن الشقة لا يوجد بها غاز وظلت مغلقة لمدة 8 سنوات قبل أن يسكنوها، ولكنه مازال على عهدة والإصرار على إزعاجهم والتوجه إليهم أناء الليل وأطراف النهار أملاً فى تواجدى وكشف الخدعة وإثبات التصور العالق برأسه بأنها محاولة للإفلات من سداد ثمن الفواتير.
فوجئت بذلك عندما جائتنى مكالمة من المشترى الجديد للشقة الذى لم تجمعنى به سابق معرفة يناشدنى بالتوجه إلى شركة الغاز فى حلوان لأقناعهم بأننى قد تنازلت عن الشقة وانقاذهم من ذلك المحصل الذى يتوجه إليهم يوميا بحثا عنى.
لم يكن من اليسير تصديق ذلك رغم عدم شكى فى الرواية السابقة ولكن الأزمة التى واجهتنى هى صعوبة مطاردة شخص وتهديده بمحاضر لمطالبته برسوم نظير خدمة لم يتمتع بها.
لحظات حاولت فيها إقناعى بأن ذلك مجرد سهو سيتم ادراكه وتصحيحه من خلال مكالمة بسيطة لخدمة العملاء شارحا لهم الأمر وتقديم ما يثبت ذلك من خلال الإستدلال بنفسهم عن عدم وجود غاز أو دعوتهم لفحص الشقة ذاتها محاولا التغلب على بعض الذكريات السيئة التى مررت بها أو بالأصح والدتى المسنة عندما أرادت تقديم هدية لى بالتقديم على الغاز فى بداية زواجى والتى لم ينالها من ذلك سوى مشقة قطع الطريق بين مسكنها الأصلى فى حى شبرا بمحافظة القاهرة إلى إدارة الغاز عدة مرات.
ومعاناة الوقوف فى الطوابير الطويلة التى لا تنتهى بأن ذلك وقاية من مشقة البحث عن اسطوانات الغاز أو نفاذها فجأة والتى لم تكلل بالحصول على الغاز رغم سداد القيمة وقتها حيث جاء بعض العمال لتركيب مواسير مع وعدها بالحضور ليوم أخر لتركيب العداد وتوصيل الغاز وهو الوعد الذى تكرر على مدار شهور عدة ولم يتحقق، تم خلالها الذهاب للشركة عدة مرات لتوصيل الغاز تم خلالها الحصول على عشرات الوعود وتحديد موعد لحضور العمال وانتظارهم بالشقة حتى فوجئنا بأعتذار من الشركة انها قد انتهت من مد مواسير الغاز فى شارع مسجد مبروك بحدائق حلوان مع امكانية إعادة العمال مجددا لتوصيل الغاز والحفر ولكن على نفقتى الشخصية برسوم مضاعفة.
بطبيعة الحال تم صرف النظر عن تركيب الغاز رغم سداد ثمنه بالمقارنة مع المعاناة التى ستطلبها إعادة رحلة طرق الأبواب للحصول على الغاز ونفقاتها ، ونسيان الأمر وتجاهله تماما مع التنازل عن الشقة مؤخرًا ولكن عاد للظهور مع مطالبتى بسداد ثمن الفواتير .
وبعد التغلب على مخاوفى السابقة والأتصال بالشركة كان الرد هو " عليك فواتير يجب تسديدها تبلغ 1800 جنيه مع النصح بالمبادرة للدفع قبل تحرير محاضر والأضطرار لدفع المبلغ مع فوائده .
وعلى الرغم أن المشهد السابق يصعب تصديقه والتعامل معه على نوع من الطرافة ولكنها تختلف عن الكوميديا التى يقدمها الفنان عادل إمام التى تفجر الضحكات وبين الكوميدياء السوداء التى تسطرها إدارة الغاز التابعة لحى حلوان التى تعمل على إعادة مسرح العبث الذى ساد أوروربا فى فترتى الخمسينات والستينات عبر مشاهد غير مرتبطة ولا تخضع للمنطق أو التسلسل.