الأهلى والهلال السودانى، فى العادى مباراة طبيعية بين فريقين شقيقين سبق أن تكررت كثيرًا من قبل فى إطارها الطبيعى ضمن منافسات البطولات الأفريقية، لكن مواجهة اليوم مختلفة كليًا بالنسبة لبطل مصر فى أهدافها ومرجعتيها الفنية والمعنوية.
*الليلة ستكون بمثابة العيد لجماهير الأهلى التى ستحضر أول مباراة لفريقها بالقاهرة تقريبا منذ عام كامل، فى مباراة حوريا الغينى الموسم الماضى على ستاد السلام بربع نهائى دورى الأبطال، وذلك فى وجود 15 ألف مشجع!
هنا لابد من وقفة مع هذا الحدث خارج الملعب.. فإذا كنا نطالب دائمًا بعودة الجماهير للمدرجات بشكلها المعتاد.. نتمنى ألا يتكرر اليوم مع حدث الموسم الماضى فى نفس الملعب من أحداث شغب تسببت فى إلقاء القبض على عدد من الجماهير، حتى لا نعود لنقطة الصفر من جديد وأيضًا حتى تظهر الصورة أحلى ويسود الجيد من الانطباع فى العلاقة بين الجمهور والمسئولين، لنقرب خطوة أكبر نحو استعادة الأنصار لمكانها الطبيعى فى المدرجات.
*مباراة اليوم، ستكون محاولة للأهلى كأحد كبار أندية القارة السمراء نحو تحسين أوضاعه فى المجموعة الثانية التى يتذيلها بدون نقاط وبفارق الأهداف عن بلاتينيوم الزيمبابوى، بعد الخسارة أمام النجم الساحلى بتونس فى الجولة الأولى من دور المجموعات بدورى الأبطال، ومن ثم تعويض هزيمة الافتتاح والتقدم خطوة فى سباق التأهل لدور الثمانية.
*ويحيط الأهلى أمام الهلال السودانى ذكرى سيئة يسعى للتخلص من أثارها السلبية، وهى الأبرز فى تاريخ لقاءات الفريقين عندما أطاح بطل السودان بنظيره المصرى من دورى الأبطال نسخة 2004، وأين؟ بالقاهرة عندما فاز عليه بهدف دون رد وعلى أرضه خرج بالتعادل السلبي. وأيضا يبحث المارد الأحمر عن فض الاشتباك مع الهلال والتفوق عليه فى مجموع المواجهات، حيث التقيا فى ست مناسبات سابقة، فاز كل فريق فى مباراتين، وفرض التعادل السلبى نفسه على مواجهتين آخرتين.
*على المستوى الفنى داخل الملعب، الأهلى لم يعد هناك خوف عليه فى وجود فايلر، فمنذ تولى الرجل المهمة والأداء يتطور من مباراة لأخرى والنتائج على ما يرام باستثناء الخسارة الأخيرة أمام النجم الساحلى والتى جاءت لظروف خارجة عن الإرادة فى الوقت الذى قدم فيه الفريق الأحمر أداء متماسكًا رغم اللعب ناقصًا منذ الدقيقة 13.
سياسة فايلر فى إدارة الأهلى تبدو شجاعة وجريئة! وهى أمور مطلوبة فى عالم كرة القدم إذ تمنحك القدرة على مفاجأة المنافس وإرباك حساباته، وأيضا تعطيك القوة الدائمة دون التأثر بأى ظروف معاكسة.. (مثلاً) وفقًا للأوضاع الحالية سيواجه الأهلى أمام الهلال أزمة فى غياب ثنائى من أهم عناصر تشكيلته الأساسية (على معلول ــ أيمن أشرف) الأول بسبب الإصابة والثانى للإيقاف.
وعلى الرغم من وجود بدائل فى نفس المراكز مثل محمود وحيد فى الجانب الأيسر وياسر إبراهيم كقلب دفاع، إلا أنهما ليس بالخبرة الكافية فى البطولات الافريقية.. هذا كله لم يعايره فايلر أى أهمية ولم يقلقه بتاتا، وفى هذا قال الخواجة السويسرى ليلة اللقاء: "أعمل على تعويض الغيابات، لا يوجد شىء اسمه غيابات، أى لاعب متاح يمكن أن يشارك".. وهو ما يؤكد عدم اعتماده على لاعب بعينه ويُغلب الجماعية على الفردية، فضلاً عن تطويع أدواته ولاعبيه لخدمة الفريق دون الارتكان إلى أعذار أو تعليق شماعات.. وهى كلها مقدمات فى طريق عودة الأهلى إلى منصات التتويج الأفريقى وبداية الطريق الصحيح الليلة أمام هلال السودان.