أوجز فأنجز "إننا أسعدنا شعبنا، ولا شىء يساوى هذه الفرحة" لم يكن هناك أنسب مما قاله جاسم الشيخ لاعب المنتخب البحرينى تعبيرا عن فرحة تتويج بلاده بلقب خليجى 24 على حساب السعودية لأول مرة فى تاريخه.. إذ اختصر قيمة كرة القدم "أفيون الشعوب" وما تسببه من طاقة إيجابية وتصدير الفرحة والسعادة لكل من يشجعها، فضلا عن رفع اسم البلد المنتصر عاليا خفاقا وسط العالم أجمع.
إنجاز كبير حققه منتخب البحرين فى حدث لم يتحقق من قبل فى تاريخ البلد العربي، لينال إشادة واسعة على كل المستويات جراء جهد كبير وكفاح بذل داخل المستطيل الأخضر من أول لآخر مباراة فى البطولة، دون أى يأس من البداية المتعثرة التى أبعدته عن الترشيحات، بعدما حصد نقطة وحيدة فى أول مباراتين وصعد بهدية من السعوديين خدمته فى ترتيب المجموعة.
وحتى عندما وصل منتخب البحرين للدور قبل النهائى وتأخر مرتين أمام العراق، كانت العزيمة والإصرار على التعويض هى الرهان الأكبر، واستمر متمسكا بالأمل حتى عوض التأخر بانتصار ذات مزاق فريد من نوعه، ليأتى إلى المباراة النهائية أمام السعودية وكل الترشيحات تصب فى صالح المنافس ولكنه بطموح وثقة الرجال المخلصين فعلها ليجلس على عرش الخلايجة.
ويقف خلف الستار البطل الحقيقي لتتويج البحرين بالقب كأس الخليج المدرب البرتغالى هيليو سوزا، الذى فرض اسمه وبقوة فى سماء الكرة الخليجية، ويكفى أن تعلم كيف تمكن من أن يفعل ما لم يقدر أى مدرب فى العالم على مدار تاريخ الكرة أن يفعله فى طريق التتويج الغالى والثمين؟ لقد فاز بالكأس بأسلوب وسيناريو مجنون من تأليفه وإخراجه.
سوزا خاض مباريات البطولة بفريقين مختلفين بـ(روتيشن) غريب كان مفاجأة للجميع، وخلق فلسفة جديدة للمدربين، إذ خاض كل مباراة على مدار البطولة بتشكيل مختلف وصل لحد استبدال الـ11 لاعبا حتى حارس المرمى، ما يؤكد قدرته الفنية وتطويع جميع اللاعبين تحت إمرته لتنفيذ فكره وتكتيكه وفقا للمنافس فى كل مباراة، وهكذا كانت خطته فى البطولة، الكل عنده سواء والجميع يطبق ما يريده داخل الملعب بحرفية عالية المستوى، حتى تحقق المراد وخطف اللقب الغالي من بين أقدام كبار الخليج العربي.