يوما بعد الآخر، ومباراة تلو الأخرى يضيف نجمنا الدولي محمد صلاح فصلا جديدا فى موسوعة أسطورته الحية، ليبقى فارضا اسمه بقوة ولمعان في مصاف كبار نجوم الساحرة المستديرة على مستوى العالم.
جديد محمد صلاح الذى بدا ملفتا لأنظار سكان الكرة الأرضية فى الآونة الأخيرة، تسجيله مجموعة من الأهداف التى تحمل فى طياتها المتعة المرتبطة بالإبداع الذهنى المتنامى عبر مجموعة من الحواس المتداخلة، وإذا بحثت عنها ستجدها مختلفة عن باقى بنى البشر!.
إذا أردت أن تتأكد من ذلك عليك وبدقة مشاهدة أهداف محمد صلاح بشباك سالزربوج النمساوى فى دورى الأبطال وواتفورد فى الدورى الإنجليزي، وحينها لن تملك إلا الاندهاش ورفع القبعة لما ستراه من عجائب لمح البصر المخادع والمفاجئ لأى منافس دون أى فرصة لتوقع ما سيقدم عليه من تصرف وتعامل مع الكرة (باليمين ماشى بالشمال ماشى)، ما يأتى أشبه بالتابلوهات الفنية التى تخطف العقل قبل العين.
وفى ذلك قال جول كول نجم تشيلسى السابق، عن الهدف الأول :" بلمسة واحدة عدل فيها من وضعية جسده ليبعد ضغط دفاع المنافس.. أنها لمسة لا تصدق".
محمد صلاح بات قادرا على الصمود أمام أى محاولات للنيل منه أو التقليل من قدراته، فقد وصل بطموحه اللا محدود إلى أقصى مراحل ضبط النفس في التعامل والرد على كل ما يثار حوله من محاولات إحباطية تظهر بين الحين والآخر، بتقديم عروض تتضمن كل فنون كرة القدم داخل المستطيل الأخضر، هم يتكلمون وهو يفعل.
محمد صلاح مع العزيمة والإيمان بموهبته يُبدع ولا يبالى.. كل كرة معه تعرف مكانها وتذهب حيث يريد وتطوعاه كيفما يشاء، مهما كانت معاكسة لقانون الطبيعة.
محمد صلاح بات مصدرا للسعادة ليس لمحبيه وأنصار فريقه فحسب، وإنما لكل الجماهير العاشقة لجمال كرة القدم، بجنونه المتعقل الذى يخضع منحنيا أمامه كل منتقديه ويمنح الحياة لكل عاشقيه.. وفى هذا يكفى ما جاء على حساب ليفربول الرسمى مصطحبا بصورته فى مباراة واتفورد تعليقا على أدائه "غمرني بالهنا وسحرني بالهنا حتى اسمي أنا نساني".