"شرلوك هولمز" شخصية خيالية لمحقق من أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ابتكرها الكاتب والطبيب الإسكتلندي سير آرثر كونان دويل. يعرّف هولمز نفسه على أنه "محقق استشاري" يتخذ من مدينة لندن مقرًا له، ويساعد رجال الشرطة والمحققين عندما لا يجدون حلولًا للجرائم التي تواجههم.
واشتهر هولمز بمهارته فى استخدام التفكير المنطقي، وقدرته على التنكر والتمويه، إضافة إلى استخدام معلوماته في مجال الطب الشرعي لحل أعقد القضايا، وتعد شخصية شرلوك هولمز أشهر شخصية لمحقق خيالي على الإطلاق.
وبالرغم من أن "شرلوك هولمز" شخصية خيالية، لكن البعض أطلق على عدد من رجال الشرطة البارعين في تفكيك الجرائم لقب "هولمز"، خاصة بعض جنرالات الشرطة من مدارس البحث الجنائي، التي يميل أصحابها لإعمال العقل، وجمع المعلومات وتفنديها وصولاً لمرتكب الجريمة.
وتعد مديرية أمن الجيزة، من أهم "مدارس البحث الجنائي" في مصر، لا سيما أنها خرجت عدداً كبير من الجنرالات البارعين في مجال البحث الجنائي، الذين نجحوا في كشف غموض العديد من الجرائم.
وبالرغم من أن مسرح الجريمة، قد يكون بخيلاً أحياناً لا يبوح بكثير من التفاصيل، التي تقود رجال المباحث لكشف الجرائم، إلا أن قدرة القيادات الأمنية في البحث الجنائي، تتغلب على هذه العوامل الصعبة، وتجتهد وصولاً للمجرم في وقت زمني قياسي، خاصة في الجرائم المرتبطة بالدم، حيث يسابق رجال الشرطة الزمان للوصول للمتهم قبل تعديل مساراته.
وإذا كنا بصدد الحديث عن أبرز جنرالات مدرسة البحث الجنائي في الجيزة، فالأسماء كثيرة وعديدة، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يأتي اسم اللواء الراحل فايز أباظة مدير المباحث الجنائية الأسبق على رأسهم، والذي كان لديه أسلوبه في كشف الجرائم، ويعد بمثابة مدرسة فريدة في سرعة كشف الجرائم، فضلاً عن الراحل اللواء مصطفى زيد مدير مباحث أكتوبر الأسبق الذي نجح بذكائه في كشف غموض جريمة مقتل "هبة ونادين" في حي الندى بالشيخ زايد، من خلال "بقعة دم" على ورقة شجرة، كانت كفيلة لتقود الجنرال الأبرز في الجيزة لكشف الجريمة، بالإضافة لسرعة ضبطه المتهم بقتل مسئول الحزب الوطني بأكتوبر، ويأتي ضمن هذه الأسماء أيضاً الراحل اللواء عاطف الإسلامبولي مفتش مباحث شرق الجيزة الأسبق الذي فكك عشرات من القضايا الجنائية في الصف والعياط وأطفيح، فضلاً عن اللواء كمال الدالي الذي شغل منصب مدير أمن الجيزة قبل توليه رئيس قطاع الأمن العام قبل خروجه للمعاش، والذي كان بمثابة مدرسة فريدة في تفكيك الجرائم الجنائية، ويعتبر مرجع قوي للضباط ورؤساء المباحث، الذين كانوا يلتفون حول في جلسات نقاشية تنتهي بتحديد هوية المتهم.