تفاصيل صغيرة لكنها حاسمة تبقى هي العنوان الأكبر في انتصارات الأهلي المتكررة وهى التي تخرج من خزانة أفكار السويسري فايلر، متنوعة ومختلفة مباراة تلو الأخرى لتفك ألغاز أي مباراة وتُبقى الفريق الأحمر في المقدمة.
هدف فوز الأهلى على الإسماعيلى الذى رفع رصيده لـ21 نقطة ليغرد على صدارة الدوري، أحدث براءات اختراعات فايلر فى الأهلى !
من يصدق أن وليد سليمان والذى مرحلة ما قبل فايلر ما كان يتواجد من الأساس داخل منطقة جزاء المنافس ويسخر كل إمكانياته للانطلاق من الخلف للإمام مع صنع أهداف لزملائه.. وصل إلى الهدف الثالث برأسه مع الأهلي فى وجود المدرب السويسري فى ظاهرة جديدة على الحاوى صاحب الخبرات الكبيرة والقادر على التكيف مع أي مهام توكل له داخل الملعب.
واضح أن تكتيك فايلر بتوظيف وليد سليمان للتعامل مع الكرات العرضية واكتشاف مهاراته في التسجيل بالرأس، ليس وليد مباراة الإسماعيلى أو تم بالصدفة .. الحاوى بدأ التسجيل برأسه منذ أول مباراة لفايلر مع الأهلي أمام كانو سبورت فى ذهاب دور الـ32 الأفريقي وفاز الأحمر بهدفين، ثم عاد وفعلها بشباك الجونة بالأسبوع الخامس من الدوري ضمن هاتريك أحرزه فى المباراة التي انتهت برباعية، قبل أن يؤكد أن التالتة تابتة داخل شباك الدراويش.
الأهلى مع فايلر بات يملك كل الحلول لتحقيق الانتصارات وفى أي وقت من المباراة مهما كانت صعوبتها ومدى تقفيل المنافس خطوطه دفاعيا بكل الطرق.. بعدما تنوعت مهام اللاعبين داخل الملعب والوصول إلى التوظيف الأمثل لكل لاعب وربط الفريق كوحدة واحدة.. ولنا في مباراة الإسماعيلى دلائل واضحة على ذلك.
فايلر كان مدركا لمكمن خطورة الإسماعيلى المتمثلة فى الأجنحة بيكيتى سيلفا وعبد الرحمن مجدى، وبعدما لمسنا دور الثنائى حسين الشحات وأجاى فى تحجيم هذا الثنائي.. زالت دهشتنا التي شعرنا بها بداية المباراة عندما رأينا الشحات الجناح يميل إلى وسط الملعب ويجمع بين الدفاع والهجوم واجاى يغطى على معلول ويظهر كأنه مدافع أيسر، وكذا تقدم أيمن أشرف لتحقيق مساندة هجومية عن طريق التسديد بعيد المدى ومن إحداها كاد أن يسجل هدف التقدم للأهلي في الدقيقة 18 لولا العارضة، ومن هنا يتضح مدى فائدة وإيجابية كل تحرك لكل لاعب من الأهلي داخل المستطيل الأخضر والتي تحدث بالورقة والقلم وليس بشطحات شخصية من اللاعبين.. إذن نحن أمام مدرب قادر علي قراءة الخصم والعمل علي الحد من عناصر خطورته التي يكتشفها خلال سير المباراة وهذا من أهم مميزات الخواجة الفرنسي.
*وسط ما يفعله فايلر من تطوير واضح على أداء الأهلي، تظهر بعض السلبيات التي تبدو متكررة وتحتاج الكثير من العمل لتجاوز أي نقطة ضعف ينفذ منها الخصم لتحقيق أهدافه، ولعل أبرزها الأخطاء الدفاعية الكثيرة والمتكررة، مع أهمية تجهيز البدلاء بالشكل الأمثل منعًا لحدوث هبوط في أداء الفريق حال غياب أي لاعب من الأساسيين لأى سبب، وكان أحمد الشيخ هو المثل الواضح في ذلك، بعدما بدا واضحا غيابه عن فورمه المباريات وعدم استعداده الكافي ليلعب دورا اساسيا في تشكيلة الأهلى، وأكثر منه مروان محسن الذى استنفد كل الفرص المتاحة له ليستحق أن يكون مهاجم الأهلى في ظل كم الفرص السهلة والكثيرة التي يهدرها وقد تكون أحداها سببًا في خسارة أو فوز فريقه بمباراة أو بطولة، وهو الأمر الذى بات يحتاج دراسة مستفيضة داخل الأهلى للوقوف على أسباب التمسك ببقاء اللاعب في نفس الوقت الذى لا يخدم فيه مصلحة الفريق تماما.