قبل أيام وتحديدًا ظهر الأربعاء الماضى كنت أتابع البث المباشر لدار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، للإجابة على الأسئلة مباشرة، وخلال البث المباشر ورد سؤال لأمين الفتوى بدار الإفتاء وهو الشيخ أحمد وسام، نصه:" هل رسم الحواجب المايكروبليدنج حرام؟".
حتى لحظة السؤال لم أكن أعلم ماهية المايكروبليدنج هذا وما علاقته بالحواجب وما علاقته بدار الإفتاء، وظننت أن الشيخ لن يتفوه بكلمة أو أنه سيطلب من السائلة إعادة إرسال سؤاله بطريقة أوضح، إلا أننى فوجئت به يجيب عن السؤال بدون تردد أو حتى تفكير لوهلة قائلاً: "بل هو حلال"، وما أذهلنى أكثر أنه أخذ يوضح ماهية المايكروبليدنج وطريقة عمله قائلاً: "رسم الحواجب المايكروبليدنج ليس وشمًا ولكنه صباغة تستمر فترة أطول من الحنة لأنها لا تكون على الطبقة الخارجية من الجلد، وتختلف حسب نوع الصبغة ومدى ثباتها وحسب التقنية والجهاز المستخدم ونعرف من خلال الجهاز أنها قد تستمر من 6 أشهر إلى سنتين حسب نوع المادة الصبغية والأدوات المستخدمة".
إجابة أمين الفتوى هذه ومن قبلها إجابات لأسئلة كثيرة تؤكد حقيقة واقعية وهى أن دار الإفتاء المصرية حقًا هى الأمينة على الفتوى فى مصر، وأنها تعمل على تدريب وإعداد المفتيين ليواكبوا العصر واطلاعهم على كل ما هو جديد فى شتى المجالات، وربطها بالدين، ليؤكدوا أن الدين الإسلامى صالح لكل زمان ومكان.
حقيقة أخرى هى أن الفتوى ملجأ الناس بها يطمئن القلب الحائر، لذلك هى من الخطورة بمكان إذا خرجت من غير أهلها، فربما أثارت الفتن وأصبحت أساس يستند عليه الناس لإقامة النزاعات، لذلك أؤكد فى مقالى هذا وأثمن الدور الذى تلعبه دار الإفتاء المصرية فى ضبط الفتوى فى مصر وتقنين مصدريها، وتنظيم دورات لإعداد المفتين عن بعد.